شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الثلاثاء، وفجر اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات في عدة مناطق بالضفة الغربية والقدس، طالت عددًا من الفلسطينيين، فيما جدد مستوطنون اقتحامهم للمسجد الأقصى، وسط تحذيرات من مسيرة الأعلام التهويدية.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن قوات الاحتلال اعتقلت 37 فلسطينيًا من الضفة والقدس، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.
شاهد| قوات الاحتلال تنكل بالشاب محمد أحمد حمارشة خلال اعتقاله من منزله في بلدة يعبد جنوب غرب جنين. pic.twitter.com/SsVvUwE0AM
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 26, 2023
واندلعت اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في منطقة شارع المريج بمدينة نابلس، كما سُجلت مواجهات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال المقتحمة لبلدة برقين غرب جنين.
وأطلق مسلحون في ساعات متأخرة من مساء الثلاثاء النار باتجاه مستوطنة "حومش" المقامة على أراضي الفلسطينيين في مدينة جنين. وتمكن المسلحون من الانسحاب من المكان.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية إطلاق النار لم تسفر عن وقوع إصابات.
اقتحام "الأقصى" وسط دعوات للنفير
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح الأربعاء، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية في منطقة باب الرحمة شرقي المسجد.
ويأتي هذا الاقتحام، فيما تصاعدت الدعوات الفلسطينية إلى ضرورة النفير العام والرباط في المسجد الأقصى يوم الخميس المقبل، لصدّ الاقتحامات خلال ما يسمى بـ"ذكرى خراب الهيكل".
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال pic.twitter.com/1ivTTWkfTo
— القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) July 26, 2023
وكانت "جماعات الهيكل" المزعوم وعدد من منظمات اليمين الاستيطانية، أعلنت تنظيم مسيرة أعلام تهويدية في القدس، ستنطلق الساعة 21:45 بتوقيت القدس.
وتستهدف المسيرة التهويدية أبواب المسجد الأقصى، (الجديد والزاهرة والعمود والأسباط) لتنتهي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة ثم إلى ساحة البراق.
تحذيرات من مسيرة أعلام
وتعليقًا على مسيرة الأعلام التهويدية، اعتبر وزير شؤون القدس فادي الهدمي، أن الاحتلال الإسرائيلي يوظف مناسباته لمحاولة فرض وقائع مرفوضة بالمسجد الأقصى بشكل خاص ومدينة القدس المحتلة بشكل عام.
وقال في بيان: "هذه الدعوات المتطرفة هي بمثابة استفزاز لمشاعر الفلسطينيين في المدينة ومحاولة لفرض وقائع مرفوضة عبر دعوات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى".
وأضاف: "الجماعات المتطرفة، المدعومة من قبل حكومة الاحتلال اليمينية، تستغل مناسباتها للتغول الممنهج في المسجد الأقصى بشكل خاص ومدينة القدس المحتلة بشكل عام".
وحذر الهدمي من أن "الجماعات اليمينية المتطرفة تدفع باتجاه صراع ديني عبر نسفها الممنهج للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ودعواتها لانتهاك حرمة المسجد عبر أداء الطقوس الدينية".
وأشار الهدمي الى أن الفترة منذ بداية العام الجاري شهدت تصعيدًا ملحوظًا ضد المدينة وسكانها ومقدساتها عبر تكثيف الاقتحامات والاعتقالات والإبعاد عن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، إلى جانب عمليات الهدم والاستيلاء على المنازل الفلسطينية وإقامة وتوسيع المستوطنات، ومحاولات أسرلة المؤسسات التعليمية، والاعتداءات المتصاعدة على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وقال وزير شؤون القدس: "لم ولن يكون مقبولًا بأي حال من الأحوال أن تكون المدينة المحتلة وسكانها وقودًا للصراع الداخلي في المجتمع الإسرائيلي".
وشدد الهدمي على أن الوضع الخطير في مدينة القدس يستدعي من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي تحويل مواقفهم إلى إجراءات عملية ضاغطة على حكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها واعتداءاتها على المدينة وسكانها ومقدساتها.