Skip to main content

وسط قلق أميركي.. هل تتوسع المواجهة بين حزب الله وإسرائيل؟

الأربعاء 5 يونيو 2024
حتى يوم أمس واصلت إسرائيل العمل على إطفاء الحرائق التي اندلعت جراء صواريخ حزب الله - غيتي

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الموقف في جيش الاحتلال يأتي على عكس التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان هرتسي هاليفي خلال جولته في الشمال، والتي قال فيها إن إسرائيل تستعد للتصعيد ضد حزب الله. 

وكان هاليفي قد أكد، يوم أمس الثلاثاء، أن الجيش جاهز للهجوم على حزب الله في لبنان، ويقترب من اتخاذ القرار بشأن ذلك، وذلك عقب تقييم للوضع أجراه على الحدود الشمالية، مع قائد قوات الإطفاء والإنقاذ، وعدد من القادة العسكريين، وفق بيان لجيش الاحتلال.

"أضرار كبيرة"

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها: إن الحرائق التي انتشرت في الجولان، والجليل، خلال الأيام القليلة الماضية، أدت إلى تغيّر موقف الجيش من حرب شاملة على لبنان، إلى حرب محتملة محدودة الوقت فقط. 

ومنذ يوم الأحد، تشهد مستوطنات وبلدات في شمال إسرائيل العديد من الحرائق جراء إطلاق حزب الله صواريخ وطائرات مسيّرة مفخخة من لبنان.

وأكدت المصادر نفسها أن الإسرائيليين لا يعرفون تبعات أي حرب محتملة مع الحزب اللبناني، على الجبهة الداخلية، إذ إن قصف حزب الله سيؤدي إلى أضرار كبيرة في الشمال، ووسط إسرائيل، لا سيما في ظل الحرب المستمرة بقطاع غزة. 

وتخشى المصادر في الجيش الإسرائيلي من احتمال مرتفع لأن تؤدي الحرب الشاملة على لبنان، إلى فتح جبهات أخرى أمام إيران والحوثيين، ومن تصنفها إسرائيل ميليشيات في سوريا، بشكل أوسع مما يدور الآن.

قلق في واشنطن

من جانبها، أعربت الإدارة الأميركية عن قلقها من تصاعد التوتر مؤخرًا بين إسرائيل وحزب الله، وجاء ذلك على لسان متحدث وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في موجز صحفي، يوم أمس. 

وأوضح ميلر أنهم يشعرون بالقلق من رسائل المسؤولين العسكريين الإسرائيليين بأنهم مستعدون للهجوم على حزب الله، وتصاعد التوتر في المنطقة.

وقال: "لا ندعم الحرب الشاملة مع حزب الله، وتصاعد التوتر في هذا الصراع أمر يقلقنا، وكنا نسعى لإبقائه تحت السيطرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول".

وشدد أنه لا أحد يرغب بأجواء صراع على مستوى إقليمي في حين يتم السعي لتحقيق وقف إطلاق نار في غزة، مبينًا أن التوتر بين إسرائيل ولبنان الذي يتصاعد بين الحين والآخر، لا يمكن حله من خلال الصراع، مضيفًا: "يجب حل المشاكل بالطرق الدبلوماسية فقط".

حزب الله ينعى مقاتلًا

وكان حزب الله قد نعى أمس أحد مقاتليه جراء قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، بعد ساعات من ضربة استهدفت دراجة نارية وأوقعت شهيدًا، وفق الوكالة الرسمية.

وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الثلاثاء بأن "غارة من مسيّرة معادية" استهدفت "دراجة نارية" في الناقورة في جنوب لبنان، ما أدى إلى "سقوط شهيد وجريح"، بدون أن تحدّد ما إذا كانا مدنيين أو مقاتلين. ونعى حزب الله لاحقًا في بيان مقاتلًا "من مدينة صور وسكان بلدة الناقورة في جنوب لبنان".

من تشييع الحزب لاثنين من مقاتليه أول من أمس - رويترز

ووسّعت إسرائيل كذلك نطاق هجماتها، حيث قصفت لليوم الثاني على التوالي في البقاع الغربي في شرق البلاد من دون تسجيل ضحايا، وفق الوكالة، ويأتي ذلك غداة نعي حزب الله ثلاثة من مقاتليه قضوا بقصف إسرائيلي على سيارة ودراجة نارية في بلدتين في جنوب لبنان. 

هجوم للرد

وأعلن حزب الله عن استهداف موقع المالكية بقذائف المدفعية. وقال في بيان: "بعد رصد ‏وترقب لقوات العدو الإسرائيلي في موقع المالكية، كمن مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة ‌‏12:10 من فجر يوم الأربعاء 05-06-2024 لمجموعة من جنود العدو أثناء دخولها إلى الموقع ‏واستهدفوها بقذائف المدفعية وأصابوها إصابة مباشرة".‏

كما أعلن الحزب أمس في بيان الردّ على استشهاد اثنين من عناصره، بهجوم "بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة على لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني في الجولان السوري المحتل".

واستهدفت إسرائيل خلال الأشهر الماضية مقاتلين وقياديين من حزب الله وفصائل فلسطينية، بطائرات مسيرة ضربت سيارات أو دراجات نارية.

وتشهد مناطق في جنوب لبنان قصفًا إسرائيليًا كثيفًا منذ ليل الجمعة أسفر عن استشهاد أربعة مدنيين على الأقلّ.

واشتعلت حرائق منذ مساء الإثنين في جنوب لبنان نتيجةً للقصف المتبادل عبر الحدود. وأفادت الوكالة الوطنية باندلاع حرائق في مناطق عديدة في الجنوب الإثنين والثلاثاء، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي لقنابل "حارقة" و"فسفورية"، على مناطق حرجية.

ومنذ بدء التصعيد، استشهد 455 شخصًا على الأقلّ في لبنان، بينهم 88 مدنيًا و295 مقاتلاً من حزب الله على الأقلّ، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية، فيما أعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكريًا و11 مدنيًا.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة