وسط قلق غربي.. الدوما الروسي يُقرّ معاهدة دفاعية مع بيونغيانغ

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، أنّه من "الوهم" السعي لهزيمة روسيا في ميدان الحرب على أوكرانيا، حيث تُحقّق القوات الروسية تقدمًا في الشرق بعد 32 شهرًا من الحرب.

وقال بوتين أمام قمة بريكس المنعقدة في مدينة قازان الروسية، "إنّهم لا يُخفون هدفهم المتمثّل في إلحاق هزيمة إستراتيجية ببلادنا"، في إشارة إلى الدول الغربية التي تدعم أوكرانيا عسكريًا.

وأضاف: "إنها حسابات وهمية لا يمكن أن يقوم بها إلا أولئك الذين لا يعرفون تاريخ روسيا ولا يأخذون في الاعتبار وحدتها التي نسجتها على مدى قرون".

معاهدة دفاعية مع بيونغيانغ

إلى ذلك، صوّت البرلمان الروسي بالإجماع، لصالح المصادقة على معاهدة دفاعية مع كوريا الشمالية تنصّ على "المساعدة المتبادلة" إذا واجه أي من الطرفين عدوانًا، وسط قلق غربي بشأن التعاون الوثيق بين البلدين.

وصادق النواب في مجلس الدوما بأغلبية 397 صوتًا لصالح المعاهدة التي سيتمّ إرسالها إلى مجلس الاتحاد "الشيوخ" للموافقة عليها.

ووقّع بوتين المعاهدة الدفاعية خلال زيارة إلى بيونغيانغ في يونيو/ حزيران الماضي، لكنّ العديد من تفاصيلها لا تزال غير واضحة، بما في ذلك ما إذا ستكون كوريا الشمالية مشمولة بالمظلة النووية لموسكو.

وتطوّرت العلاقات بين بيونغيانغ وموسكو، منذ أن شنّت روسيا هجومها على أوكرانيا عام 2022. وأشاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي، ووصفه بأنّه "أعزّ صديق" لبلاده.

قلق غربي

وأكدت أطراف غربية أبرزها الولايات المتحدة والناتو وكوريا الجنوبية أنّ بيونغيانغ أرسلت بالفعل آلاف الجنود إلى روسيا للتدريب، وتخشى أن يتمّ نشرهم في ساحة المعركة في أوكرانيا.

ويعتقد الغرب أنّ بيونغيانغ تزوّد موسكو بالفعل بأسلحة لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.

ورفض الكرملين التعليق على هذه التقارير، قائلًا إنّ معاهدته مع كوريا الشمالية لها معنى "واضح" وأنّ صياغتها "لا تحتاج إلى توضيح".

وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم الخميس، أنّ بلاده لن "تبقى مكتوفة الأيدي" بينما تُرسل جارتها الشمالية آلاف الجنود لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا، منددًا بما وصفه بـ"الاستفزاز".

كما استدعت ألمانيا والنمسا أمس الأربعاء، سفيري كوريا الشمالية لدى البلدين، بسبب المخاوف المتزايدة من أنّ بيونغيانغ أرسلت قوات وأسلحة لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا.

بينما أعلنت الولايات المتحدة أنّها اطلعت على أدلة تُشير إلى وجود قوات كورية شمالية في روسيا.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إنّ التقديرات الأميركية تُشير إلى أنّ 3 آلاف جندي كوري شمالي على الأقل، يتلقّون تدريبات في قواعد عسكرية في شرق روسيا.

كما قال نواب من كوريا الجنوبية إنّ نحو ثلاثة آلاف جندي كوري شمالي جرى إرسالهم لدعم حرب روسيا في أوكرانيا، ومن المقرر إرسال المزيد في المستقبل.

وتقدّر أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية، أنّ بيونغيانغ قد تُرسل نحو 12 ألف جندي لمؤازرة روسيا.