ينصح الأطباء دائمًا بالحرص على شرب الماء لضبط التوازن داخل الجسم لا سيما في فصل الصيف، إلا أن الإفراط في استهلاك المياه قد يؤدي إلى اختلالات داخلية.
فهل يمكن أن يفضي شرب كثير من الماء بسرعة كبيرة إلى الوفاة؟ هذا ما حصل مع سيدة أميركية ثلاثينية، وأم لطفلين، توفيت بعد شربها كمية كبيرة من الماء بوقت قصير جدًا، وفقًا لما صرّحت به عائلتها.
من الجفاف إلى التسمم
في التفاصيل، كانت آشلي سمرز تستمتع بزيارة بحرية في إنديانا الأميركية خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما أخبرت من حولها أنها تشكو من الجفاف والدوران وشعرت أنها لا تستطيع شرب كمية كافية من الماء.
وبعد أن استهلكت عدّة زجاجات من الماء في فترة قصيرة، عادت سمرز إلى المنزل حيث فقدت الوعي ونقلتها عائلتها إلى المستشفى لكنها لم تستعيد الوعي.
ففارقت الأم الأميركية البالغة من العمر 35 عامًا الحياة، مستسلمةً لما يسمى بـ"تسمم المياه" أو ما يعرف أيضًا بنقص صوديوم الدم.
وأوضح الأطباء أن "تسمم المياه" ينتج شرب الكثير من الماء بحيث لا تستطيع الكلى التخلص منه كما يجب.
كيف يحدث التسمم المائي؟
متابعةً لهذا الموضوع، تشرح المتخصصة في التغذية لجين أبو شادوف لـ"العربي" أن الكلى في الحالات الطبيعية تستوعب التخلص ما بين 800 إلى ألف مليلتر في الساعة، مشيرةً إلى أن السيدة شربت 2 ليتر من الماء خلال 20 دقيقة.
وتوضح لجين أبو شادوف أنه عند إدخال كميات من المياه أكبر من طاقة الكلى على الاستيعاب، ترجع الكميات غير المتخلص منها إلى الدم ما يؤدي لاضطراب الخلية التي تحافظ على توازن المحلول الملحي، المسؤول عن التوازن.
وتردف من الدوحة: "يصبح لدينا كمية زائدة من المياه خارج خلايا الدم، ما يقلل نسبة تركيز المحلول الملحي في الجسم، وبعدها تنتفخ الخلايا بهدف المحافظة على الملوحة خارجها، ما قد ينتج عنه ضغطًا عاليًا في الدماغ يؤدي إلى بعض الأعراض مثل الدوران والغثيان والتشنج".