يعد تطبيق "تيك توك" من أكثر التطبيقات إثارة للجدل في مناطق مختلفة عبر العالم، وذلك بسبب سياسات المحتوى والنشر الخاصة في التطبيق، إذ تقدمت لجنة الثقافة في البرلمان بإقليم كردستان العراق، بطلب للادعاء العام بشأن حظر هذا التطبيق.
وأوضح أعضاء اللجنة أن التطبيق ليس له أي حدود للنشر ما يشكل خطرًا على المجتمع، عبر ترويجه لسلوك سيء بين فئات الشباب.
بدورها، تقول عضو لجنة الثقافة في برلمان إقليم كردستان-العراق روباك أحمد: إن "تيك توك بات يمثل خطرًا على الأسرة، ويتضمن محتوى يتنافى مع الضوابط الأسرية عندنا".
وكانت كلارا إحدى الفاعلات المشهورات على منصة "تيك توك" بكردستان، اعتقلت لثلاثة أيام بتهمة إساءة استخدام التطبيق بعد نشرها لمقاطع رقص، ووجهت بحملة رفض واسعة.
وتقول صانعة المحتوى على "تيك توك" كلارا حكمت، إنها تسترزق من حسابها على التطبيق. وتشير حكمت إلى أنها قد تكون أخطأت ونشرت أمورًا غير لائقة، لكن الجمهور دفعها لذلك، حسب قولها.
في المقابل، رفض حقوقيون ونشطاء غلق الموقع كليًا، معتبرين ذلك تضييقًا على الحريات، إذ يرى الصحافي أمانج صالح أن وضع قيود على الموقع أفضل من غلقه بصورة كلية.
وخلال أقل من شهرين، اعتقلت السلطات في كردستان العراق 5 من مشهوري "تيك توك"، بتهمة سوء استخدام التطبيق والترويج لسلوكيات عدتها مخالفة للقيم الاجتماعية، كما تحولت المنصة أيضًا إلى ساحة لتوجيه التهم والتهديد بين الخصوم، وصلت حد التحريض.
ويأتي موقف المشرعين ببرلمان كردستان حيال حظر موقع "تيك توك"، بسبب ازدياد انتهاك استخدامه، خصوصًا أنه ينتشر بين فئة الشباب دون غيرهم، غير أن مشروع القرار قد يصطدم بمعوقات تمنع حظره، أما مشهورو التطبيق فيرون أن المنصة فضاء مفتوح، حسب مراسل "العربي".
خرق المنظمة الأخلاقية
وفي هذا الإطار، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد شيماء العباسي أن النشر في تطبيق "تيك توك" قد يكون غير محدد ومراقب، حيث سمح بنشر أي شيء يخطر في بال المستخدمين علنًا وأمام الجميع، ما يعني خرقًا لمنظومة أخلاقية لا تقبل بهذه التصرفات، ولما لها من تأثير سلبي على التربية والمجتمع بصورة عامة.
وتضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة العراقية بغداد، أن النشر على هذا التطبيق يخرق المنظومة الأخلاقية التي يسعى المجتمع لتربية الأبناء عليها، ليصبحوا أشخاصًا أسوياء في المستقبل من الناحية الأخلاقية.
وتشير العباسي إلى أن تطبيقات أخرى ستظهر وتعطي النتائج السلبية ذاتها، في حال تم حظر منصة "تيك توك"، مشددة على ضرورة النظر إلى هذه التكنولوجيا بصورة موضوعية في حل المشكلات السلبية التي نتجت عنها.
وتشدد على وجوب أن تكون أساليب التربية والتنشئة مبنية على الأسس الصحيحة، بما يتلاءم مع الثورة التكنولوجية الراهنة، وليس كالأساليب السابقة.
