يعيش الكثير من السكان المحليين بمدينة البتراء جنوبي الأردن داخل كهوف ومغارات في منطقة السطوح المطلة على المدينة الأثرية.
ويعتبر المؤرخون أن مدينة البتراء لم تبح بكامل أسرارها بعد، كما لم تُسقط الحداثة وتقدم العمران شيئًا من هيبة الصخور وكبرياء الكهوف، بحسب ما يقول السكان المحليون المعروفون باسم "البدول".
ولا تقتصر محاكاة سكان الحضارات التي عمرت المكان على الفلكلور والهندام، حيث يعيش السكان نسخة عصرية من الحياة البسيطة بطابع بدوي في قلب الموقع الأثري.
ويتحدث أحد السكان عن تفاصيل تلك الحياة ويقول: "نذهب في أيام الشتاء إلى الجبل ونستعين بالبغال لإحضار الحطب".
وقد أضاف الإنسان لمسات على تلك الكهوف، حيث يصلها ماء وكهرباء، وهي ليست عقيمة من أدوات العصر، ولكن رغم عمليات التجميل تبقى الكهوف كهوفًا.
وغادر الأجداد منتصف الثمانينيات كهوف منطقة السطوح المطلة على مدينة البتراء الأثرية إلى بلدة استحدثتها السلطات عُرفت باسم أم صيحون.
كما أعادت الكثافة السكانية على بقعة صغيرة البعض إلى مسكن الأجداد. وقال أحد السكان: "المعيشة أصبحت غالية قليلًا".
ولا يتعلّق الأمر باللجوء القسري إلى الكهوف، بل هي علاقة وجدانية مع الصخور وارتماء مرة أخرى في أحضان عبقرية المكان وأسراره، حيث لا يكتفي السكان بمشاهدة البتراء بل يشتمون رائحة الصخور أيضًا.