الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

يهدد الثروة السمكية في العراق.. ما أسباب ارتفاع نسبة ملوحة شط العرب؟

يهدد الثروة السمكية في العراق.. ما أسباب ارتفاع نسبة ملوحة شط العرب؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش أسباب ارتفاع نسبة ملوحة شط العرب (الصورة: غيتي)
يوضح مدير مديرية الزراعة بالبصرة أن انخفاض التدفقات المائية من دول المنبع، أدى إلى تغير نوعية المياه في دجلة والفرات وشط العرب، ما أثر على الثروة السمكية.

تراجعت أعداد الأسماك في مدينة البصرة العراقية بشكل كبير. ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة إلا أن عمليات الرصد من قبل فرق المؤسسات المعنية تشير إلى تراجع تلك الأعداد بسبب ملوحة المياه، وتلوثها.

وحتى الآن لم تتخذ إجراءات حقيقية لمعالجة المشكلة التي بدأت آثارها تنعكس على قطاعات عدة أبرزها الثروة السمكية.

وبقلق متصاعد، يتابع الدكتور عبد الله المختص ببيئة الأسماك في مديرية زراعة البصرة نسب الملوحة في مياه شط العرب، حيث إن القراءات لا تبشر بالخير، فزيادة الملوحة مستمرة وتأثيراتها كارثية، إذ نفقت الكثير من الأسماك، التي لا تعيش في نسب ملوحة عالية، حسبما تسجله أجهزة القياس في مياه شط العرب.

من جانبهم، لا يجد الصيادون قوت يومهم بسبب تراجع أعداد الأسماك، فصيد السمك في الأنهار لا يقل أهمية عن الصيد البحري، لأن كليهما يمثل سلة غذائية مهمة لسكان المدنية.

ونفقت أعداد هائلة من الأسماك، إذ ينذر تكرار الظاهرة كل عام باختفاء أنواع من الأسماك مثل البني والكارب والحمري والزوري.

وتتحمل وزارة الموارد المائية والبيئة ودوائر الصرف الصحي مسؤولية توفير المياه وجودتها، لكنها لم تتخذ لأعوام طويلة أي إجراءات لمعالجة مشكلة الملوحة والتلوث، كزيادة حصة البصرة من المياه أو التفاوض مع الدول المجاورة لزيادة التدفقات المائية لنهيري دجلة والفرات.

ما هي أسباب ملوحة المياه؟

وفي هذا الإطار، يوضح مدير مديرية الزراعة في محافظة البصرة هادي حسين أن القطاع الزراعي بشكل عام وقطاع الثروة السمكية بشكل خاص، يتعرض لتحديات كثيرة، خاصة بعدما انخفضت التدفقات المائية من دول المنبع إلى العراق، مما أدى إلى تغير نوعية المياه في نهري دجلة والفرات وشط العرب، والذي أثر بشكل سلبي على حياة الأسماك.

ويشرح في حديث إلى "العربي" من العاصمة العراقية بغداد، أن اللسان الملحي لشط العرب يرتفع كلما قلت التدفقات المائية لعمودي دجلة والفرات، مما يؤثر على مناطق عديدة ويمتد إلى مدايات أعلى من المجرى الرئيسي للشط، ويؤثر على كل الكائنات الحية الموجودة ويقلل بشكل كبير الثروة السمكية.

ويشير حسين إلى اختفاء أنواع عديدة من الأسماء نتيجة المد الملحي المتصاعد، وسط غياب الحلول للحد من هذه المشكلة إلى حد الآن.

ويبين أن حلول هذه المشكلة تكمن في أن تقوم دول المنبع بزيادة تدفقاتها المائية إلى العراق، إضافة إلى إنشاء سد قاطع، وهويس ملاحي على شط العرب.

ويلفت حسين  إلى دراسات كُلف بها مجلس الوزراء لإيجاد المكان المناسب للسد القاطع، مشيرًا إلى أن الحكومة المحلية لا تسعى بشكل كبير لمعالجة هذه المشكلة من خلال إنشاء محطات توليد الكهرباء التي تنتج كميات كبيرة من المياه العذبة للتخفيف من التأثير على مياه شط العرب والمواطنين القاطنين في محافظة البصرة والمناطق المجاورة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close