أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الخميس عن استشهاد شاب متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان على مدينة جنين ومخيمها إلى 11.
ومساء الأربعاء، استشهد فلسطينيان، وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال المسيّرة الحي الشرقي في جنين شمال الضفة الغربية، وسط تواصل العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها منذ فجر الثلاثاء.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، باستشهاد المواطنين أحمد جمال أبو زينة (27 عامًا) والطفل بشار هيثم أبو زيد، بينما أصيب 10 آخرون، منهم اثنان بجروح خطيرة، في قصف من طائرة مسيّرة استهدف مجموعة من الفلسطينيين في الحي الشرقي من المدينة، ليرتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 11.
ونقلت "وفا" عن مصادر طبية في مستشفى ابن سينا قولها: إن "شهيدين و5 مصابين وصلوا إلى المستشفى بينهم مصاب بجروح خطيرة، بينما قالت مصادر في مستشفى الرازي إن 5 إصابات بينها اثنتان وصفت بالخطيرة، وصلت إلى المستشفى.
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن "طواقمها عملت على نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات".
كما أطلقت قوات الاحتلال عدة قذائف "أنيرجا" تجاه عدد من المنازل في الحي، حسب الوكالة الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أفاد المواطن كفاح أبو سرور لـ"وفا" بأن قوات الاحتلال حاصرت منزله وعدة منازل محيطة، وطالبته وزوجته وأطفاله بالخروج من المنزل، قبل أن تطلق قذيفة "أنيرجا" ووابلًا من الرصاص على المنزل لتلحق به أضرارًا جسيمة.
وأطلقت قوات الاحتلال أكثر من 5 قذائف تجاه المنازل التي تحاصرها، وطالبت المواطنين بالخروج من منازلهم، واستجوبتهم ميدانيا.
وفي السياق ذاته، داهمت قوات الاحتلال عدة منازل في الحي وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين ومنازلهم.
ووفقًا لوكالة "وفا"، فقد فجرت قوات الاحتلال منزلًا في حارة الدمج بمخيم جنين، ما أدى إلى اشتعال النيران في المكان، ودفعت القوات بتعزيزات عسكرية جديدة لمدينة جنين ومخيمها.
ومساء الأربعاء، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صالون حلاقة في مخيم جنين، يعود للمواطن عدي جلامنة بعد إطلاق قذيفة "أنيرجا" صوبه، ما أدى إلى تدميره واحتراقه بالكامل، كما أصيب مواطن بشظايا الرصاص الحي بالوجه في الحي الشرقي.
وأمس الأربعاء، استُشهد الشاب قسام باسم زيدان (29 عامًا) من مدينة جنين، عقب إصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه قناص إسرائيلي.
وذكرت مصادر محلية لوكالة "وفا"، أن طائرات الاحتلال المسيرة قصفت منزلًا في المخيم، كما اقتحم جنود الاحتلال عددًا من مساجد المخيم، واستخدموا مكبرات صوت المساجد للغناء، في خطوة استفزازية، مشيرة إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، كما قام الأهالي بالتكبير في مكبرات الصوت في عدد من المساجد، ردًا على هذه الأعمال الاستفزازية والعربدة من جنود الاحتلال.
كما أصيب شاب برصاصة بالقدم خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في مدينة ومخيم جنين.
شهداء مخيم جنين
ويوم الثلاثاء، استشهد الشاب رشاد محمد تركمان (18 عامًا) متأثرًا بإصابته الحرجة برصاص الاحتلال الإسرائيلي. كما استشهد الشاب فؤاد عماد عباهرة (36 عامًا) إثر منع الاحتلال مركبة الإسعاف من نقله إلى المستشفى لمدة نصف ساعة، بعد إصابته في الفخذ وتركه دون علاج، بينما استشهد الطفل المريض أحمد محمد سمار (13 عامًا) بعد إعاقة الاحتلال وصوله لتلقي العلاج في مستشفى الشهيد خليل سليمان.
واستشهد أربعة شبان هم: رفيق الدبوس، ومحمود أبو سرور، وبكر زكارنة، وثائر أبو التين، جراء استهدافهم بشكل مباشر بقصف لطائرات الاحتلال المسيّرة، في حي السيباط بمدينة جنين.
وواصلت قوات الاحتلال مداهمة منازل الفلسطينيين في المدينة ومخيمها، حيث اعتقلت أكثر من 500 مواطن خلال اليومين الماضيين.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: إن "عدد حالات الاعتقال في محافظة جنين منذ بدء عدوان الاحتلال فجر الثلاثاء والمستمر حتى الساعة بلغ أكثر من 500، وقد جرى الإفراج عن غالبيتهم بعد تحقيق ميداني تم معهم في معسكر (سالم)، فيما لم يتسن التأكد من عدد من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، والأعداد مرشحة للارتفاع مع تواصل حملات الاعتقال، التي يرافقها عمليات تنكيل بحق المواطنين".
ما أهداف إسرائيل من اقتحام جنين؟
وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة "العربي" من رام الله ريما أبو حمدية، بأن اقتحام مدينة جنين ومخيمها دخل يومه الثالث، وما زال متواصلًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قامت بإحكام الحصار على هذه المنطقة.
وأضافت أن قوات الاحتلال ولليوم الثالث على التوالي ما زالت تدفع بالتعزيزات العسكرية إلى جنين ومخيمها، وتحاصر المستشفيات، وتمنع الطواقم الطبية من عملها بالشكل المطلوب، وتقوم بإطلاق المسيرات، وباستهداف الفلسطينيين، ناهيك عن شنها حملة اعتقالات واسعة.
وأشارت إلى أن عددًا كبيرًا من مداخل ومخارج مدينة جنين ومخيمها مغلقة بالسواتر الترابية، موضحة أنه هذا هو الاقتحام الأكبر للمدينة ومخيمها منذ سنوات.
وتابعت أن الفلسطينيين يرون أن إسرائيل تريد من خلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، كسر شوكة الفلسطينيين داخل هذه المنطقة، وعدم فتح جبهة جديدة، والقضاء على أي تحرك للفلسطينيين ينطلق من جنين، خاصة وأن عددًا كبيرًا من المقاومين كانوا يجدون في مخيم جنين ملاذًا لهم.
وأردفت مراسلتنا أن إسرائيل وكما يرى الفلسطينيون تريد إحكام الحصار على الجنين ومخيمها، بحيث لا يستطيع أي فلسطيني أن يبدأ حركة مقاومة من هناك، موضحة أن هذه المنطقة الساخنة التي ترى إسرائيل أنها لربما تشكل نقطة انطلاق لتحرك في الضفة الغربية تريد القضاء عليها حتى قبل أن تبدأ.
وأمس الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 4 جنود خلال عملية عسكرية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وكثفت قوات الاحتلال عمليات الاقتحام والاعتقال في مدن وبلدات الضفة الغربية، بالتزامن مع عدوان يشنه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى.