اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية الأربعاء، أن اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية يمثل "هروبًا من أي استحقاقات سياسية قادمة".
وأدانت الخارجية في بيان الاجتياح الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني ووصفته بـ"الوحشي".
يأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني اقتحام مدينة جنين ومخيمها، حيث استشهد 8 فلسطينيين بينهم طفل، وأصيب آخرون، كما اعتقل أكثر من 100 أطلق سراح سبعين منهم، بينما يستمر جيش الاحتلال في تفتيش المنازل.
وأضافت الوزارة: "ننظر بخطورة بالغة لهذا الاجتياح المتواصل ونحذر من نتائجه وتداعياته وما يخلفه من عقوبات جماعية وخراب يعبر عن العقلية الانتقامية المأزومة التي تسيطر على صناعة القرار في تل أبيب".
وقالت: "نرى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يشعل المزيد من الحرائق في ساحة الصراع ويحاول إخفاء مخططاته الاستعمارية التوسعية خلف موجات متلاحقة من التصعيد سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية لإطالة أمد استمراره في الحكم، ضاربًا بعرض الحائط جميع المطالبات والمناشدات الدولية والأميركية التي تدعو لحماية المدنيين الفلسطينيين".
وتابعت: "الحل السياسي للصراع المدخل الوحيد لتحقيق السلام والأمن والاستقرار للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وطالبت الخارجية الفلسطينية الإدارة الأميركية "بوضع حد لاختطاف نتنياهو الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لصالح أطماعه السياسية الضيقة".
واليوم الأربعاء، وسعت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، ليشمل معظم أحياء المدينة، حيث قصفت ليل الثلاثاء بصاروخ "إنيرغا" منزلًا في الحي الشرقي، وأحدثت دمارًا كبيرًا فيه، كما حاصرت في الحي ذاته عددًا من المنازل، وسط تعزيزات عسكرية كبيرة.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء في اقتحام قوات الاحتلال المستمر لمخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة إلى 7.
وبعد ظهر اليوم أشار مراسل "العربي" إلى استشهاد شاب في المخيم ما رفع عدد الشهداء إلى 8 منذ بدء الاقتحام.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "إصابة 4 جنود خلال عملية استمرت 30 ساعة بمخيم جنين في شمالي الضفة الغربية".
عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من نابلس فادي العصا أن عملية الاحتلال العسكرية في جنين لا تزال مستمرة، ودخلت يومها الثاني، ووصلت إلى قرابة الثلاثين ساعة متواصلة من اقتحام المدينة ومخيمها.
وأضاف أن الاحتلال، يفرض حصارًا مشددًا خلال عمليته العسكرية، حيث دفع بتعزيزات عسكرية أكثر من مرة وقام بسحبها، ومن ثم دفع بتعزيزات أخرى.
وتابع مراسلنا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فتشت عشرات المنازل للمواطنين الفلسطينيين، كما تم تسجيل اعتقال ما يقارب من مئة شخص، أفرج جيش الاحتلال عن عشرات منهم وترك الآخرين شبه عراة خلال الأجواء الباردة وسط عمليات التحقيق، قبل أن يقوم بإطلاق سراحهم.
ولفت إلى أن تسجيل عدد كبير من الإصابات لغاية اللحظة لم يتم إحصاؤها بشكل رسمي، خاصة أن هناك إصابات لا تستطيع مركبات الإسعاف الوصول إليها، مع استمرار جيش الاحتلال في حصاره للمشافي الرئيسية القريبة من داخل مخيم ومدينة جنين، خاصة مستشفى خليل سليمان الحكومي ومستشفى ابن سينا، وكذلك أيضًا مستشفى الأمل.
وأردف أن جيش الاحتلال فجر عددًا من منازل المواطنين الفلسطينيين، وأطلق صواريخ تجاه منازل أخرى في داخل المخيم، وسط اشتباكات متقطعة ومسلحة وتفجير عبوات محلية الصنع بقوات الاحتلال وآلياته المتوغلة في داخل مدينة جنين ومخيمها.
مراسل "العربي"، أفاد أيضًا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تقوم بعمليات تحقيق ميدانية مع المواطنين الفلسطينيين، خاصة أنها ما زالت أيًضا تستهدف مدينة جنين ومخيمها في العملية العسكرية المستمرة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت أيضًا مدينة قلقيلية، وفتشت عددًا من المنازل، وأصابت طالبًا، حيث نشر مقطع مصور عبر منصات التواصل الاجتماعي كيف أطلق جنود جيش الاحتلال الرصاص على هذا الطالب، ومن ثم قاموا باعتقاله والاعتداء عليه بالضرب، قبل أن يقوموا بإجباره على الركوب في إحدى المركبات العسكرية، فيما لم يعرف حتى الآن ما مصيره.
وبحسب مراسلنا، فقد سجل في قرية عارورة شمال غرب رام الله إصابة شاب برصاص في القدم، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال كانت قد اقتحمت عدة مناطق في رام الله من بينها مخيم الأمعري، وبيت ريما، ودير غسانة، وكوبر، وأيضًا في بلدات وقرى في محيط هذه المحافظة.
