بينما يُنتزع المزارعون الفلسطينيون من وطنهم ويحول الاحتلال بينهم وبين أرضهم، يرث المستوطنون منازل هؤلاء الفلّاحين بدعم مالي أميركي.
وذكر تقرير صادر عن الكونغرس أنّ الولايات المتحدة خصّصت نحو 1.7 مليار دولار طيلة خمسة عقود، للمساعدة في توطين عشرات آلاف اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف التقرير الصادر عن وحدة الأبحاث في الكونغرس الأميركي أنّ هذه المبالغ تُحوّل منذ عام 1973 من دافعي الضرائب الأميركيين إلى حساب الوكالة اليهودية التي أُسّست قبل 94 عامًا.
وكشف التقرير عن دور واشنطن الداعم لهجرةِ اليهود وتوطينهم في فلسطين، ليس من الولايات المتحدة فقط بل وأيضًا من إثيوبيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق.
وصرفت صاحبة أكبر اقتصاد في العالم مبلغًا وقدره 1.7 مليار دولار لصالح الوكالة اليهودية، لتسهيل توطين مئات آلاف اليهود المهاجرين في فلسطين منذ عام 1973، وهي السنة التي خسر فيها جيش الاحتلال حربه مع مصر وسوريا.
ولاحتواء آلاف الأوروبيين الشرقيّين أو المنتمين إلى الاتحاد السوفييتي السابق، خصّصت واشنطن في تسعينيات القرن الماضي مبلغًا يُقدّر بـ460 مليون دولار لضمان انتقال يهود روس وأوكرانيين وبولنديين إلى تل أبيب، وهو ما أسهم آنذاك في تغيير التركيبة السكانية لإسرائيل.
منذ بداية القرن الحالي، دعمت واشنطن الوكالة اليهودية بـ 609 ملايين دولار، وهي قيمة ساعدت في تأمين سبل العيش للإثيوبيين "الفلاشا" وسواهم.
فالولايات المتحدة التي ترفض وقف العدوان على غزة، وتهبّ لإغاثة إسرائيل بحاملتي طائرات ومئات من أفراد القوات الخاصة "دلتا"، هي ذاتها التي لولا أموال دافعي الضرائب فيها، لانقطع حبل الاستيطان المستمر في قضم الأراضي الفلسطينية.