مع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا شهره الثاني، تتواصل المعارك على مختلف الجبهات، ويتواصل سقوط الضحايا من المدينة نتيجة عمليات القصف المستمرة.
وفي جديد التطورات الميدانية، لقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم، بمن فيهم طفلان، وأُصيب ستة بجروح جرّاء قصف روسي ليلي في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلن حاكم منطقة لوغانسك اليوم الخميس.
وقال سيرغي غايداي: "للأسف، قد يكون عدد الضحايا أعلى بكثير"، متهمًا القوات الروسية باستخدام قنابل الفوسفور. ومؤخرًا، اتهم مسؤولون آخرون في المنطقة روسيا باستخدام هذه القنابل أيضًا.
Two children and two adults killed in Lugansk region this night. Russians dropped banned phosphorus bombs on Rubizhne. Other towns of the region were subjected to missile strikes - head of local military administration Serhii Haidai pic.twitter.com/pUicR61Ja3
— Olga Tokariuk (@olgatokariuk) March 24, 2022
دمار هائل غربي كييف
في غضون ذلك، استهدف قصف روسي بشكل مباشر أحد المنازل في غرب العاصمة الأوكرانية كييف، وفق مراسل "العربي" الذي رصد حجم الدمار الناجم عن الهجوم الذي حوّل البيت إلى خراب.
ونقل مراسلنا عن أصحاب المنزل قولهم إنهم و"لحسن الحظ"، كانوا خارج منزلهم حين وقع الاستهداف.
وأكد مراسل "العربي" أن القوات الروسية تطلق الصواريخ والقذائف على الأحياء السكنية في العاصمة كييف، بشكل مستمر في الأيام الأخيرة.
مطالب أممية بوقف الحرب
وسط ذلك، ذكرت وكالة "فرانس برس" أنه من المتوقع أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضمّ 193 دولة اليوم الخميس، قرارًا جديدًا "يطلب" من روسيا وقفًا "فوريًا" لحربها على أوكرانيا.
وفي 2 مارس/ آذار، صادقت 141 دولة عضو من الجمعية العامة خلال تصويت وُصف بـ "التاريخي"، على قرار غير ملزم "يطلب من روسيا التوقف فورًا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا". وعارضت خمس دول بينها روسيا، القرار، فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت بينها الصين.
وطوال يوم الأربعاء، ناقشت الجمعية العامة التي عقدت مجدّدًا جلسة خاصة عاجلة، قرارًا تقدّمت به أوكرانيا ومدعومًا من 88 دولة، كانت قد صاغته أساسًا فرنسا والمكسيك لطرحه على مجلس الأمن.
ويطالب النصّ بـ"وقف فوري للأعمال العدائية (التي ينفّذها) الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا، ولا سيما كافة الهجمات ضد مدنيين وأهداف مدنية".
ويكرر القرار "دعوة الأمين العام (للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش) إلى أن يوقف الاتحاد الروسي هجومه العسكري وكذلك دعوته إلى إعلان وقف إطلاق نار واستعادة مسار الحوار والمفاوضات".
من جانبها، أشارت الولايات المتحدة على لسان سفيرتها لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إلى أن النصّ يطلب أيضًا "إنهاء هذه الحرب".
وقالت الدبلوماسية الأميركية: إن القرار يوجّه هذه الدعوة "إلى الشخص الوحيد القادر على وقف العنف. وهذا الشخص هو (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين. عبر التصويت لصالح هذا القرار، تصوّتون لصالح إنهاء الحرب".
"إنها مجزرة"
بدوره، أكد نظيرها الفرنسي نيكولا دو ريفيير أن "فرنسا تدعو الاتحاد الروسي إلى وضع حدّ للعدوان على أوكرانيا الذي يقتل منذ شهر مدنيين بينهم أطفال وطواقم طبية وصحافيين".
وقال الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة: "إنها مجزرة والأسوأ ما زال أمامنا"، مذكّرًا بأن "الأولوية القصوى هي الوقف الفوري للأعمال العدائية والاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني".
بالتوازي مع الجمعية العامة، طرحت موسكو على التصويت في مجلس الأمن قرارًا حول "الوضع الإنساني" في أوكرانيا.
وصوّتت روسيا والصين لصالح القرار، أما الدول الـ13 الأخرى الدائمة العضوية في المجلس فامتنعت عن التصويت لإظهار أن النصّ الروسي "غير مقبول"، وفق ما قال دبلوماسيون.
في المقابل، دافع السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن القرار قائلًا: إنه "غير مسيّس"، ويمكن أن "يهمّ الممثلين الإنسانيين الأمميين الموجودين على الأرض إلى حدّ بعيد".