الأحد 8 Sep / September 2024

50 عامًا على تقسيم قبرص.. مظاهر إحياء الذكرى متناقضة بين الشطرين

50 عامًا على تقسيم قبرص.. مظاهر إحياء الذكرى متناقضة بين الشطرين

شارك القصة

نظّم الجيش التركي السبت عرضًا عسكريًا في جمهورية قبرص التركية - الأناضول
نظّم الجيش التركي السبت عرضًا عسكريًا في جمهورية قبرص التركية - الأناضول
على عكس قبرص التركية التي احتفت بما تصفه بـ"النصر"، أُقيمت مراسم حزينة في قبرص اليونانية.

أحيا القبارصة اليونانيين والأتراك أمس السبت، الذكرى الـ50 للحرب الضروس التي قسّمت الجزيرة إلى شطرين.

وعلى عكس قبرص التركية التي احتفت بما تصفه بـ"النصر"، أُقيمت مراسم حزينة في قبرص اليونانية، حيث قرعت الكنائس أجراس النكسة، وتكلّلت مقابر الجنود الضحايا.

وأحيا الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الذكرى الأليمة حيث يتجدّد الوجع.

وقال خريستودوليدوس: "لم تنته مهمتنا المتمثّلة بالتحرير، وإعادة توحيد الجزيرة هو المسار الوحيد لحل مشكلة قبرص".

في المقابل، زهت قبرص التركية بـ"النصر"، حيث أحيا الأتراك مراسم احتفالية عسكرية تكلّل فيها تمثال مؤسس الجمهورية التركية بالزهور.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الاحتفال: "لا نتجاهل أي مساعٍ للسلام، ولا يُمكن الوصول إلى حل عبر تجاهل الحقائق في قبرص، ونعتقد أن الحل الفيدرالي غير ممكن في الجزيرة".

من جهتها، أشارت وزارة الخارجية التركية في بيان، إلى أنّ الحل العادل والدائم في الجزيرة "لا يمكن تحقيقه إلا بقبول الوضع المتساوي للقبارصة الأتراك ووجود شعبين ودولتين في الجزيرة".

استعراض عسكري

ونظّم الجيش التركي السبت، عرضًا عسكريًا في جمهورية قبرص التركية بمناسبة الذكرى الـ 50 للحرب.

وشارك في العرض 50 قطعة بحرية، بينها سفينة "تي سي جي أناضولو"، و3 طائرات دورية بحرية، و9 مروحيات، ومسيرة "بيرقدار تي بي" والطائرة بدون طيار "بيرقدار قزل إلما".

قدّم فريق "النجوم التركية" للاستعراض الجوي التابع لسلاح الجو، عرضًا في سماء مدينة غرنة
قدّم فريق "النجوم التركية" للاستعراض الجوي التابع لسلاح الجو، عرضًا في سماء مدينة غرنة- الأناضول

كما شارك في الاستعراض مقاتلات "إف-16" من سلاح الجو التركي.

وقدّم فريق "النجوم التركية" للاستعراض الجوي التابع لسلاح الجو، عرضًا في سماء مدينة غرنه.

فشل الحوار

وبين قبرص التركية واليونانية دماء ودموع لم تجف بعد.

عام 1960، أنهت بريطانيا احتلالها للجزيرة القبرصية، وانسحب جيشها تاركًا الجزيرة مقسّمة إلى إدارة مشتركة بين القبارصة اليونانيين والأتراك.

وسرعان ما انهارت هذه الإدارة وسط أعمال عنف أدت إلى نشوب حرب عام 1974. وانقسمت الجزيرة إلى شطرين. وتدخّلت الأمم المتحدة لوقف القتال والفصل بينهما.

وأقام اليونانيون دولتهم المعترف بها جزئيًا على شطرها الجنوبي، وأعلن القبارصة الأتراك جمهوريتهم المستقلّة في شطرها الشمالي التي لا يعترف بها إلا أنقرة.

ولم يفلح الحوار المستمرّ منذ عقود بين تركيا واليونان، في الوصول إلى حل يُنهي النزاع بين شطرَي الجزيرة. وعام 2017، انهارت المساعي الأممية لتوحيدهما.

وتوقّف الزمن في مطار نيقوسيا القديم الموجود في منطقة معزولة أقامتها قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ونخر الصدأ طائراته التي لم تحلّق منذ 50 عامًا، بينما بنت الطيور أعشاشها في مرافقه المتصدّعة، وجثا غبار حرب اندلعت قبل 5 عقود على مقاعده.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
Close