في حالات الوفاة غير الطبيعية، عادة ما يلجأ المحققون إلى افتراض وجود شبهة جنائية، ويبدأ التحقيق مع شريك الحياة أولًا، وهذه القاعدة لم تخطر للمحققين الأتراك في وفاة محمد يوروك في مدينة عثمانية.
لكنها خطرت لابنه عبد الله الذي شك في أن وفاة والده ليست طبيعية وأن وراءها علاقة عاطفية بين أمه وأحد أصدقاء الأسرة، لكنه لم يكن يملك دليلًا على شكوكه سوى تقدم هذا الشخص لخطبة أمه بعد أيام من وفاة والده.
شكوك الابن دفعته للتواصل مع برنامج تلفزيوني تركي معني بالبحث في الجرائم الغامضة لمحاولة فك اللغز.
وقد حضرت الزوجة سبيلة يوروك وحضر مصطفى المتهم في قتل الرجل وآخرون. ومع توجيه الأسئلة للزوجة والضغط عليها ومحاصرتها اعترفت على الهواء مباشرة بقتل زوجها بتحريض ومشاركة من مصطفى الذي منحها ماء مسممًا تضعه لزوجها على الشوربة.
واعترفت سبيلة في البرنامج بأنها كانت ترفض قتل زوجها، لكن مصطفى ابتزها بنشر صور غير لائقة لها، فاضطرت إلى مشاركته الجريمة.
أما هو فقد رفض اتهامات سبيلة وقال إن الماء الذي ادعت أنه كان مسمومًا ومعدًا لقتل زوجها لم يكن كذلك، وإنما كان ماء عاديًا وقد شرب منه هو الآخر.
إنكار شريكها في الجريمة، دفع الشرطة التركية إلى التدخل واعتقالهما على الهواء مباشرة للتحقيق في الجريمة وكشف مزيد من تفاصيلها.
وعلى الفور تحولت القضية إلى قضية رأي عام وشغلت الأتراك خلال الأسبوع الماضي، في انتظار ما ستصرح به جهات التحقيق فيها، وعلقوا عليها بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.
شك الأقارب
وقالت دفنة يوروك، ويبدو أنها إحدى قريبات الضحية: "منذ اللحظة الأولى، شككنا جميعًا في أن تكون الوفاة طبيعية، فقد كان الرجل بصحة جيدة لا يعاني من شيء، وفجأة سقط وتركوه حتى اقترب من الموت ثم نقلوه للمستشفى ليموت قبل أن يتمكن أحد من إنقاذه.. نثق في أن القضاء سيعاقبهم بما يستحقون".
بدوره كتب فخر الدين طولاي: "لا يجب أن تعمل الشرطة في مثل هذه القضية سرًا بعد الآن، يجب أن نتابع ما يحدث فيها لحظة بلحظة؛ لأن المحامين يتمكنون أحيانًا من خداعهم ويمكن أن نرى السيدة في السجن من دون المحرض الرئيسي".
أما غولاي شيكر فتقول: "أنا أشك في أن هذه السيدة بكامل قواها العقلية.. يجب ألا نعتمد على برنامج يسعى لتحقيق المشاهدات في حكمنا على أحد، ويجب أن ننتظر نتائج التحقيق".
من جانبه رد شوكت، على غولاي بالقول: "أي جنون هذا الذي يدفع سيدة إلى اتهام نفسها في شرفها ثم اتهام نفسها بالقتل العمد؟ الناس تدعي الجنون لتهرب من الجريمة لا لتورط نفسها فيها".
