الخميس 19 Sep / September 2024

هل ينجح بايدن بإنهاء حروب أميركا "الأبدية"؟

هل ينجح بايدن بإنهاء حروب أميركا "الأبدية"؟

شارك القصة

يجادل البعض بأن الانسحاب السريع للغاية من أفغانستان والشرق الأوسط من شأنه أن يترك جو بايدن عرضة للانتقادات.
يجادل البعض بأن الانسحاب السريع للغاية من أفغانستان والشرق الأوسط من شأنه أن يترك جو بايدن عرضة للانتقادات (غيتي)
تُواجه مساعي إدارة بايدن لخروج أميركا من صراعات الشرق الأوسط، معارضة شديدة من مسؤولين عسكريين وعناصر استخبارات، خشية أن يكون ذلك سابق لأوانه.

يعمل الرئيس الأميركي جو بايدن على إنهاء أطول حرب للولايات المتحدة، والتي تُعرف باسم "الحرب الأبدية"، مع اقتراب الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر/أيلول.

ووفقًا لتقرير "فورين بوليسي"، تُواجه مساعي كبار المسؤولين السياسيين في إدارة بايدن لإنهاء الحرب في الشرق الوسط، معارضة شديدة من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين، الذين يخشون القيام بذلك قبل الأوان، وفقًا لمصادر في الإدارة وحقوق الإنسان.

هل انتهى التهديد؟

ويعتبر كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية ومجتمع الاستخبارات أن المشكلة ليست مجرد رغبة بايدن في الخروج من أفغانستان أو تقليصه لهجمات الطائرات من دون طيار، أو رغبته في إغلاق خليج غوانتانامو بشكل نهائي. ويعتبرون أن السؤال الكبير هو ما إذا كانت القاعدة وفروعها، التي برّرت "الحرب على الإرهاب" في المقام الأول، لا تزال تُشكّل تهديدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة.

ويعتزم بايدن وكبار مساعديه، بمن فيهم وزير الخارجية أنطوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إغلاق أكبر قدر ممكن من هذا الفصل الممتد لعقدين من الزمن، والوفاء بتعهّدات الرئيس الانتخابية.

وقال بايدن في توجيهاته الأمنية الوطنية المؤقتة التي أصدرها مؤخرًا: "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تخوض" حروبًا أبدية "كلّفت آلاف الأرواح وتريليونات الدولارات". وشدّد على رغبته في التركيز على أوروبا والمحيطين الهندي والهادئ بدلًا من الشرق الأوسط.

انسحاب محفوف بالمخاطر

ويُجادل البعض بأن إعلان النجاح السابق لأوانه والانسحاب السريع للغاية من أفغانستان والشرق الأوسط، من شأنه أن يترك بايدن عرضة للانتقادات نفسها التي تعرّض لها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عندما انسحب من العراق في عام 2011، ليجد أنه فتح الباب أمام صعود تنظيم "داعش".

وسعى فريق بايدن، في الأسابيع الأخيرة، لإكمال الانسحاب من أفغانستان، وتحديد استخدام ضربات الطائرات من دون طيار، وإلغاء ترخيص استخدام القوة العسكرية

ويخشى بعض المسؤولين من أن الانسحاب المبكر من أفغانستان يمكن أن يُعيد الولايات المتحدة إلى حيث بدأت، مهددة من قبل دولة تسيطر عليها حركة "طالبان" المضيفة لـ"القاعدة".

وكان على "طالبان"، بموجب اتفاقية السلام التي أبرمها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قطع علاقاتها مع "القاعدة"، لكنها لم تفعل ذلك بعد، بحسب "فورين بوليسي".

نقاش صارم في الأروقة الأميركية

ونقلت الصحيفة إقرار مسؤول كبير في الإدارة بوجود نقاش داخلي "صارم" حول كيفية إنهاء الحروب إلى الأبد. وقال: "لم نعلن أننا وصلنا إلى أي نوع من نقطة التحوّل في ذلك الهدف، لا تزال هناك تهديدات إرهابية كبيرة للوطن ومصالحنا في الخارج". 

ومع ذلك، قالت الإدارة الأسبوع الماضي: "إن بايدن ينوي العمل مع الكونغرس لإلغاء تصاريح الحرب التي دعمت العمليات العسكرية الأميركية في جميع أنحاء العالم على مدار العقدين الماضيين، والتفاوض على واحدة جديدة تسيطر على الطبيعة المفتوحة للحروب الخارجية الأميركية". 

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي: "إن الرئيس يريد إطارًا محددًا جديدًا يحمي المواطنين الأميركيين بينما ينهي الحروب إلى الأبد".

تابع القراءة
المصادر:
فورين بوليسي
Close