تستمرّ الاحتجاجات على القيود الصحية المفروضة لاحتواء فيروس كورونا، أو ما اصطلح على تسميته بـ"دكتاتورية القيود"، بعدما شهدت دول أوروبية عدّة تظاهرات أمس كانت الشرطة لها بالمرصاد، كان آخرها في مدينة مونتريال الكندية.
فقد شارك أكثر من ألف شخص بتظاهرة ضد الإجراءات المتخذة لكبح كوفيد-19 في مونتريال، على ما قال مصدر في الشرطة.
وسار المتظاهرون في شوارع المدينة مرددين خصوصًا كلمة "حرية" للتنديد بالإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار الفيروس في كيبيك، إحدى أكثر مقاطعات البلاد تضررًا بالجائحة.
وصرح المتحدث باسم الشرطة جان بيار برابان بأن التظاهرة "سارت بشكل جيد"، مؤكدًا عدم وجود مصابين.
غير أنه تم تسجيل ثلاثة اعتداءات مسلحة على عناصر في الشرطة.
وقال المتحدث: إن ثلاثة متظاهرين اعتُقلوا، فيما فُرضت غرامة على آخرين لم يضعوا كمامات، أو لم يلتزموا بالتباعد الاجتماعي.
Interview from earlier today at the anti-lockdown protest in Montreal, Quebec. More to come. @RebelNewsOnlinehttps://t.co/orRKf9nYRl pic.twitter.com/3NWm0LtbfR
— Lincoln Jay (@lincolnmjay) March 21, 2021
ومنذ بداية يناير/ كانون الثاني تفرض كيبيك في شكل خاص حظر تجول ليليًا، وهو إجراء غير مسبوق في كندا على مستوى المقاطعات منذ وباء الأنفلونزا الإسبانية قبل قرن.
وقد سُجّل في كيبيك وحدها نحو ثلث حالات الإصابة بفيروس كورونا التي رُصدت في عموم كندا (نحو 930 ألفا) وكذلك ما يقرب من نصف الوفيات البالغ عددها 22,600.
لندن.. اعتقال 36 شخصًا
وكانت العاصمة البريطانية لندن شهدت احتجاجات واسعة، أمس، انتهت بإعلان الشرطة اعتقال 36 شخصًا على الأقل وإصابة عدد من عناصرها خلال اشتباكات مع المتظاهرين.
وأفادت الشرطة بأن معظم المعتقلين أوقِفوا لخرقهم الحجر.
والتظاهرة التي بدأت ظهرًا في هايد بارك استمرت في وسط لندن. وبعد ذلك، عادت مجموعة من المتظاهرين إلى الحديقة حيث ألقوا مقذوفات على الشرطة.
وقال لورانس تيلور الذي قاد عمليات حفظ الأمن في بيان: "أصيب كثيرون نتيجة هذه الهجمات".
وأضاف: "إنه أمر غير مقبول بتاتًا ومحزن أن يُصبح عناصر مُكَلَّفون بتطبيق قانون وُضِع لحمايتنا جميعًا، ضحايا لهذه الهجمات العنيفة"
والسبت وقّع نحو ستين برلمانيًا بريطانيًا نداء أطلقته جماعات حقوقية قالت فيه: إن حظر التظاهرات "غير مقبول وعلى الارجح غير قانوني".
Perhaps the women who attended last week's vigil for a murdered young woman should have taken off their masks and pretended to be an anti-Lockdown protest if they didn't want to be violently broken up by the Met Police. Current protest marching through London 👇 pic.twitter.com/3FZZXx6Fgl
— Adam Schwarz (@AdamJSchwarz) March 20, 2021
ومنذ بداية يناير/ كانون الثاني، مُنع سكان العاصمة البريطانية ومناطق أخرى في إنكلترا من مغادرة منازلهم وسمح لهم بتنقلات محدودة.
وكان رئيس الوزراء بوريس جونسون قد وعد بتخفيف القيود في ظل تحسن الوضع الوبائي. ومن المفترض رفع الحجر الصارم في نهاية الشهر.
"لا لقاح إلزامي"
أما في ألمانيا، فقد استخدمت الشرطة مدافع المياه ورذاذ الفلفل بعد أن تحول تجمع لنحو 20 ألف محتج ضد العزل العام وقواعد فيروس كورونا الأخرى في وسط ألمانيا إلى أعمال عنف مع رشق بعض المتظاهرين الشرطة بزجاجات.
وتجمع محتجون من جميع أنحاء ألمانيا في مدينة كاسل بوسط ألمانيا للمشاركة في المسيرة، حاملين لافتات كتب عليها "لا لقاح إلزامي" و "الديمقراطية لن تتسامح مع الرقابة".
وقالت الشرطة على تويتر: "أُلقيت زجاجات وكانت هناك محاولات لاختراق الحواجز."
وأضافت أن المحتجين خالفوا التعليمات المتعلقة بضمان سلامة الناس، بما في ذلك من خلال رفض استخدام كمامات والالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي.
The scene at an anti-covid lockdown protest in Berlin, Germany pic.twitter.com/eIWqmliDZg
— Daily Caller (@DailyCaller) November 19, 2020
ومع دخول ألمانيا رابع شهر من العزل العام وتباطؤ جهود التطعيم مقارنة ببريطانيا والولايات المتحدة يشعر كثيرون بقلق متزايد بسبب عدم وجود مسار واضح للعودة إلى الحياة الطبيعية.
ومن المقرر أن يُجري زعماء ألمانيا على المستويَين العام والإقليمي مشاورات يوم الاثنين بشأن الخطوات التالية في العزل العام.
لكن مع ارتفاع أعداد الإصابات بشكل حاد نتيجة تفشي سلالات أشد في العدوى يقول ساسة كثيرون: إن من السابق لأوانه تخفيف القيود.