ما كتبه الشاعر المصري الشهير عبدالرحمن الأبنودي، وجاء فيه "إذا جاك الموت يا وَليدي موت على طول، اللي اتخطفوا فِضلوا أحباب صاحيين في القلب كأن ما حدّش غاب"، استحال تأبينًا له في ذكرى ميلاده التي تحلّ في الحادي عشر من أبريل/ نيسان في كل عام.
سطور من قصائده، وألقاب رافقته، وكذلك ابتسامة عريضة غالبًا ما عاكست رياح الكتابة ودوافعها، حضرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم عندما تضافر محبو الأبنودي إلى إحياء ذكراه في المناسبة بالكلمات والصور.
وحشتنا يا خال #عبدالرحمن_الأبنودي pic.twitter.com/JspPzvIyAI
— Amira Elsherif 🇪🇬 (@maroelsherif) April 11, 2021
شاعر المحكية
وعبدالرحمن الأبنودي هو أحد أشهر شعراء المحكية المصرية، وكان وُلد في الحادي عشر من أبريل في العام 1938 بقرية أبنود في صعيد مصر.
ويُحكى أنه تأثر بـ "السيرة الهلالية" وهي أغانٍ من التراث الشعبي، جمع كلماتها في كتاب حمل اسم هذا النوع من الفنون.
وعلى امتداد سنين عطائه الشعري، أرّخت دواوين الأبنودي لتعبير متراكم لم يعكس مكنونات كاتبها وحده، بل لامست قلوب الآخرين وتماهت مع أوجاعهم.
ومما كتبه "الخال" الأبنودي، والمصطلح صعيدي لُقب به وينمّ عن الاحترام والمودّة: "الأرض والعيال"، و"الزحمة" و"عماليات"، و"وجوه على الشط"، و"المد والجزر"، و"الموت على الاسفلت"، و"الاستعمار العربي"، والكثير من الأعمال الأخرى.
وكل ما بافُك القيود ترجع وكُل ما بانشِّف دموع، تطلع والهم لا بيرضى ولا بيشبَع واللي بقاسيه ما قادر أقوله بلساني آهين يا دمع العين العين بتلقاك فين؟ تشد فيك وتصُب والعين تغير م العين وآهين#ذكرى_ميلاد_الشعر #ذكرى_ميلاد_الأبنودي ١١ ابريل ١٩٣٨ pic.twitter.com/rorXqkWW7Z
— ﮼السواح (@MuhmmedElswah) April 11, 2021
وبينما يتم تداول مقتطفات من تلك القصائد مكتوبة، فيتردد صدى الصوت الجهوري الذي ميّز الأبنودي في آذان من ألفه وعرفه وأحبّه، فإن قصائد أخرى تستحضر ذكراه بأصوات فنانين غنّوا بعضًا من شعره.
ومن الأغنيات التي حملت كلماتها توقيع عبد الرحمن الأبنودي: "عدى النهار" لعبدالحليم حافظ، و"عدوية" لمحمد رشدي، و"ساعات ساعات" لصباح، و"عيون القلب" لنجاة الصغيرة، و"آه يا اسمر اللون" لشادية، و"بهواكي يا مصر" لماجدة الرومي، و"دواير" لمروان خوري...
الأبنودي قال على لسان العندليب: عدى النهار.. يا هل ترى الليل الحزين أبو النجوم الدبلانين أبو الغناوي المجروحين يقدر ينسيها الصباح أبو شمس بترش الحنين.. أبدا بلدنا للنهار بتحب موال النهار لما يعدي في الدروب ويغني قدام كل دار. https://t.co/PvV05RG6FW
— Ahmed Mekawy (@AhmedAdelMekawy) January 18, 2021
أما محمد منير فغنى من كتابات الأبنودي: "كل الحاجات بتفكرني"، و"برة الشبابيك"، و"يا رمان".. والكثير من الأعمال الأخرى.
جائزة مستحقة
تزوّج الأبنودي من الإعلامية نهال كامل ورزقا بابنتين: آية ونور. وحظي في حياته بعدد من التكريمات.
وفي العام 2014 نال جائزة محمود درويش للإبداع، التي اعتبر حصوله عليها اعتراف بدوام صداقته ودرويش إلى الأبد.
وإثر وفاته بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ 77 عامًا في الحادي والعشرين من أبريل 2015، نُظمت فعاليات تكريمية أحيت ذكراه واحتفت بإرثه الشعري.