التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني حسان دياب العديد من المسؤولين والوزراء القطريين البارزين خلال زيارة إلى قطر هي الأولى له إلى الخارج منذ توليه الحكومة، ووصفتها وسائل إعلام لبنانية بأنها محاطة بـ"السرية".
وبعد جولته، دعا دياب في مؤتمر صحافي، مساء الإثنين، دولة قطر إلى مساعدة بلاده التي بلغت حافة الانهيار الاقتصادي الشامل، وقال للإعلاميين في مقر السفارة اللبنانية بالدوحة: "لقد بلغ لبنان حافة الانهيار الشامل بفعل عقود من الحروب والإهدار والفساد، والسياسات التي شجعت الاقتصاد الريعي على حساب الاقتصاد المنتج".
وأضاف "اليوم، جئنا إلى الشقيقة قطر نطرق بابها، كما سنطرق أبواب دول عربية شقيقة أخرى لم تتخل عن لبنان، وننتظر أن تفتح أبوابها لنا، كما فعلت الشقيقة قطر".
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية يشيد بوقوف دولة قطر المستمر إلى جانب لبنان من دون ضجيج، ومدها يد المساعدة إلى اللبنانيين بطرق مختلفة، ومن دون تمييز بينهم، ولا استثمار في معاناتهم، ولا توظيف بحسابات سياسية. #قناhttps://t.co/gH5dfE2yquhttps://t.co/Dan4qoMEJf pic.twitter.com/kcZtgj8Tk7
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) April 19, 2021
أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية
وأردف دياب: "للأسف، فإن تعقيدات ما زالت تحول دون تشكيل حكومة بعد نحو 9 أشهر على استقالة حكومتنا، بينما تتعمق مآسي اللبنانيين، وهي لا تساهم، في الدفع نحو تشكيل حكومة تبدأ بتطبيق ورشة الإصلاح انطلاقًا من الخطة التي وضعتها حكومتنا، وتستأنف المفاوضات التي كنا بدأناها مع صندوق النقد الدولي".
فعلى الرغم من الغضب الشعبي والضغوط الدولية لتشكيل حكومة لبنانية جديدة تبدأ بتنفيذ إصلاحات مطلوبة وضرورية لفتح الباب أمام المساعدات الدولية، إلا أن الخلاف المستمر على توزيع الحقائب منذ استقالة حكومة دياب يعرقل تشكيله.
وكان دياب قد أعلن استقالة حكومته على وقع الاحتجاجات الشعبية في وسط بيروت، على خلفية انفجار مرفأ العاصمة في 4 أغسطس/ آب 2020، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة حوالي 4000 آخرين بجروح وتدمير أحياء كاملة من العاصمة اللبنانية، وألقيت مسؤوليته بشكل واسع على الإهمال الرسمي.
كما أدى الانخفاض الحاد في قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي إلى انتشار الفقر والبطالة وتآكل القوة الشرائية لدى اللبنانيين منذ أكثر من عام، في ظلّ أزمة اقتصادية طاحنة هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
النقد الدولي يحذر من انهيار الاقتصاد اللبناني.. تعرفوا على الأسباب👇 #لبنان https://t.co/eT8k6HPd6M
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 11, 2021
زيارة دياب "الغامضة"
ولم يذكر دياب تفاصيل بشأن المساعدات التي طلبها أو ما الذي وعدت قطر بتقديمه. وقال: "هذه التفاصيل ملك أمير قطر ورئيس وزرائها، ولكني أعتقد أن هناك ايجابيات سيتم الإعلان عنها".
لكنه لفت خلال كلمته إلى أن قطر "وقفت دائمًا إلى جانب لبنان"، مشدّدًا على أنّ "اللبنانيين يحفظون للأخوة القطريين أنهم أعادوا إعمار المدن والقرى والمنازل بعد العدوان الإسرائيلي المدمر على لبنان في العام 2006".
الرئيس دياب خلال زيارته للسفارة اللبنانية في الدوحة: بإسمي، وبإسم كل اللبنانيين، أتوجه بالشكر إلى سمو الأمير لأقول له إن اللبنانيين يحفظون في قلوبهم مَن يقف إلى جانبهم في زمن الشدائد، شكرا من القلبhttps://t.co/oK2bkL7hS2#مجلس_الوزراء #حسان_دياب #لبنان #الدوحة #pcm pic.twitter.com/tNugCIZGbp
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) April 19, 2021
والزيارة التي تستمر ثلاثة أيام هي الأولى لدياب إلى الخارج منذ توليه منصبه، بعد إلغاء زيارتين إلى القاهرة وبغداد، حيث بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مع وزيري الدفاع والخارجية القطريَين، تعزيز التعاون وآخر مستجدات الأوضاع في لبنان.
وجاء ذلك خلال اجتماعَين منفصلَين عقدَهما دياب مع وزير الدفاع خالد العطية، ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن، وذكرت الوكالة القطرية أن دياب بحث مع وزير الخارجية القطري "تعزيز علاقات التعاون الثنائي، وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية وفي المنطقة".