الأحد 17 نوفمبر / November 2024

صور حصرية ومصادر تشادية تكشف لـ"العربي" تفاصيل مقتل إدريس ديبي

صور حصرية ومصادر تشادية تكشف لـ"العربي" تفاصيل مقتل إدريس ديبي

شارك القصة

صورة حصرية لـ"العربي" تُظهر إصابة ديبي برصاصة في الرأس.
صورة حصرية لـ"العربي" تُظهر إصابة ديبي برصاصة في الرأس.
تكشف الصور الحصرية أن الإصابات حصلت من مسافة قريبة، وهو ما يؤكد أن إدريس ديبي لم يُقتل على جبهات القتال، ما يعزّز قصة مقتله في الخيمة.

خلافًا للمعلومات المتداولة عن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، كشفت مصادر تشادية خاصّة لـ"العربي" أن ديبي قُتل في إشكال بينه وبين أحد قادة الحركات المتمردة خلال لقاء بينهما في خيمة في منطقة جبلية في كانم، وذلك قبل يومين من إعلان وفاته رسميًا.

وأضافت المصادر أن الرئيس التشادي الراحل كان يُحاول امتصاص وجود الحركات المسلحة في شمال شرقي البلاد، بعد القرار الدولي لإخراج جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا، ومن بين هذه الحركات "جبهة التناوب والتوافق" (FACT)، والتي تعتبر ذراعًا عسكريًا للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.

ونظرًا لعدم وجود آلية لانسحاب حركة "فاكت"، قامت الحركة بتنفيذ هجوم على أمل استعادة السيطرة على مناطق شمال شرق تشاد. وبالفعل أُحبط هذا الهجوم في البداية، أي قبل يومين من إعلان وفاة الرئيس إدريس ديبي، بمساعدة من الطيران الفرنسي، وفقًا للمصادر. 

وأوضحت المصادر أن ديبي المعتدّ بهذا الانتصار، وهو رجل محارب، أمل في إنهاء هذا الصراع، لا سيّما وأنه يُدرك بحكم خبرته العسكرية والقتالية، أن حرب الجبال ستطول، فكان اللقاء بينه وبين أحد قادة "فاكت"، وهو رفيق سلاح سابق وينحدر من قبيلة الزغاوة التي ينحدر منها ديبي أيضًا.

وأضافت المصادر أن اللقاء كان ثنائيًا، وخلال اللقاء حصل إشكال بين الطرفين وفجأة دوى صوت الرصاص داخل الخيمة، وقُتل على إثره القائد العسكري من "فاكت"، فيما أُصيب الرئيس التشادي في ظهره ورأسه، ونُقل بمروحية عسكرية إلى المستشفى العسكري في نجامينا، وذلك قبل يومين من إعلان وفاته.

صور حصرية لـ"العربي" تعزز رواية المصادر التشادية

وحصل "العربي" على صور حصرية لجثمان الرئيس التشادي إدريس ديبي في المستشفى الذي نُقل إليه عقب إصابته. وتظهر في إحدى الصور إصابة بالغة في الظهر، مع ثقب عميق وصل إلى العظم. وفي صورة أخرى تظهر أيضًا إصابة جانبية مباشرة في الرأس.

وبفحص الصور الحصرية، يتبيّن أن الإصابات حصلت من مسافة قريبة، وهو ما يرجّح أن الرئيس إدريس ديبي لم يُقتل على جبهات القتال. وتعزز الصور رواية المصادر التشادية لـ"العربي" حول تفاصيل مقتل ديبي أثناء لقاء مع أحد قادة "فاكت"في الخيمة.

وتظهر في الصور تفاصيل واضحة للجثمان والإصابتين، وقام "العربي" بحجب أجزاء من الصور نظرًا لفظاعتها.

صورة حصرية لـ"العربي" تُظهر إصابة ديبي برصاصة في الظهر.
صورة حصرية لـ"العربي" تُظهر إصابة ديبي برصاصة في الظهر.

وأوضحت المصادر أن حركة "فاكت" ترفض الاعتراف بمقتل أحد قادتها، وتُؤكد أن عناصرها قتلوا ديبي خلال المعركة، في محاولة لإعلان "النصر"، وشحذ همم مقاتليها للاستمرار في المعركة.

وأعلنت السلطات التشادية، نهار الثلاثاء، أن ديبي، الحاكم منذ 30 عامًا، توفي متأثرًا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك في شمالي البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وفي غضون ذلك، تولّى نجله محمد إدريس ديبي إيتنو قيادة مجلس عسكري مكلّف تولى إدارة البلاد، واجتمع المجلس على الفور وأعلن "ميثاق انتقال" السلطة.

كما تعهّد الجيش التشادي بتنظيم انتخابات "حرة وديمقراطية" بعد انتهاء "فترة انتقالية" مدتها 18 شهرًا بقيادة المجلس العسكري الذي يرأسه محمد إدريس ديبي.

لكنّ المتمرّدين توعّدوا بالوصول إلى نجامينا، رافضين "رفضًا قاطعًا" تشكيل المجلس العسكري الانتقالي.

يذكر أنّ الرئيس إدريس ديبي إيتنو أعيد انتخابه لولاية سادسة بحصوله على 79,32% من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 11 أبريل/ نيسان، وهو التاريخ الذي قامت فيه جبهة "فاكت" التشادية بتوغّل في شمال البلاد من ليبيا.

ويتضمن تاريخ تشاد المستقلة حلقات من التمرد المسلح. حتى إن إدريس ديبي نفسه وصل إلى السلطة بعدما قاد قوات من المتمردين سيطرت على نجامينا.

ويُعَدّ ديبي أكثر زعماء إفريقيا بقاء في السلطة وأحد أبرز حلفاء القوى الغربية المتمركزة وسط وغرب إفريقيا، ويترك برحيله إرثًا مثيرًا للجدل ونزاعات داخلية في انتظار الحلّ، فيما تُطرَح علامات استفهام حول سيناريوهات ما بعد نهاية حقبته على أكثر من مستوى.

 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close