كشفت الأمم المتحدة الأربعاء أن جائحة كوفيد-19 المنتشرة منذ 17 شهرًا أغرقت مئة مليون عامل إضافي في الفقر بسبب التراجع الكبير في ساعات العمل وغياب فرص العمل الجيدة.
وحذرت منظمة العمل الدولية التابعة للوكالة الأممية في تقريرها السنوي من أن الأزمة ستطول إذ إنّ العمالة لن تستعيد مستويات ما قبل الجائحة إلا في 2023.
وأشار تقرير منظمة العمل الدولية والتوقعات الاجتماعية السنوي إلى أن العالم سيفقد 75 مليون وظيفة في نهاية هذا العام، مقارنة بما سيكون عليه الوضع لو لم تحدث الجائحة.
كما سيظل عدد الوظائف أقل بنحو 23 مليون وظيفة بحلول نهاية العام المقبل.
La crise du marché du travail créée par le #COVID19 est loin d'être terminée. 👉👉Consultez le dernier rapport de l'OIT: https://t.co/ynTZwCU2lK pic.twitter.com/7eTg1AiD5Z
— Organisation internationale du Travail (@OITinfo) June 2, 2021
220 مليون شخص عاطل عن العمل
كما أعلنت منظمة العمل الدولية أن من المتوقع أن يظل 220 مليون شخص على الأقل عاطلين عن العمل على مستوى العالم خلال العام الحالي، وهو ما يزيد كثيرًا عن مستويات ما قبل الجائحة، في ظل تعاف ضعيف لسوق العمل يفاقم التفاوت الحالي.
وتتوقع المنظمة تحسنًا ليهبط العدد إلى 205 ملايين عاطل في العام المقبل، ولكنه مستوى لا يزال أعلى من 187 مليونًا سُجلت في 2019 قبل الضرر الكبير الذي أحدثته أزمة فيروس كورونا.
ووفقًا لنماذج منظمة العمل، فإن ذلك يضاهي معدل بطالة عالمية 6.3% لهذا العام، ويهبط إلى 5.7% العام المقبل، وإن ظل أعلى من معدل ما قبل الجائحة البالغ 5.4% في 2019.
كوفيد-19.. أزمة توظيف
وأفاد رئيس منظمة العمل الدولية جاي رايدر بأن كوفيد -19 "لم يكن مجرد أزمة صحية عامة بل كان أيضًا أزمة إنسانية وأزمة توظيف".
وقال: "بدون بذل جهد مقصود للإسراع بإيجاد الوظائف اللائقة ودعم أفراد المجتمع الأكثر ضعفًا وتعافي القطاعات الاقتصادية الأشد تضررًا، يمكن أن تستمر الآثار المتبقية للوباء معنا لسنوات في شكل قدرات إنسانية واقتصادية مهدرة، وارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة".
من جانبه، قال ستيفان كون، الخبير الاقتصادي بمنظمة العمل الدولية والمُعد الرئيسي للتقرير، لـ"رويترز": إن التأثير الحقيقي على سوق العمل أكبر من ذلك عند الأخذ في الحسبان خفض ساعات العمل الذي فرض على عدد كبير من الموظفين وعوامل أخرى.
وقدرت المنظمة أن خسائر ساعات العمل في عام 2020 مقارنة بعام 2019 تعادل ما يصل إلى 144 مليون وظيفة بدوام كامل في 2020، وعجز يظل عند 127 مليون وظيفة في الربع الثاني من العام.
ولفت كون إلى أن "البطالة لا تشمل تأثير ذلك على سوق العمل"، مشيرًا إلى أنه في حين استؤنف التوظيف في الولايات المتحدة بعد خسائر كبيرة للوظائف، ما زال الكثير من الموظفين في أماكن أخرى، ولا سيّما في أوروبا، يعملون وفق برامج ساعات عمل مخفضة.
وأشار التقرير إلى أن النساء والشبان والملياري شخص العاملين في قطاعات غير رسمية هم الأكثر تضررًا، إذ يزيد حاليًا عدد العاملين في شتى أنحاء العالم الذي يصنفون فقراء أو يعانون من فقر مدقع؛ بواقع 108 ملايين مقارنة بعام 2019.
وكانت منظّمة العمل الدولية حذرت العام الماضي من التداعيات "المدمرة" التي ستخلفها جائحة كورونا على الوظائف والإنتاج حول العالم، مؤكدة أن سوق العمل يواجه "أسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية".