الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"ميتا" ومخاطر التحرش الجنسي بالأطفال عبر الإنترنت.. كيف نحميهم؟

"ميتا" ومخاطر التحرش الجنسي بالأطفال عبر الإنترنت.. كيف نحميهم؟

شارك القصة

صورة تعبيرية عن التحرش بالأطفال (غيتي)
تعد تطبيقات المحادثة أحد أهم مصادر المحتوى الإباحي الذي يتعرض له الأطفال (غيتي)
حذّرت حملة بريطانية من خطر عدم الكشف عن ملايين حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال إذا تم تطبيق التشفير الكامل للرسائل الخاصة على فيسبوك ومسنجر وإنستغرام.

صعّدت حملة مدعومة من الحكومة البريطانية الضغط على خطط مارك زوكربرغ لتقديم تشفير كامل لتطبيقات "ميتا"، فيسبوك وماسنجر وإنستغرام، محذرة من أن ملايين حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال قد لا يتم اكتشافها.

وتحذر الحملة الجديدة من أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي "تعصب أعينها عن طيب خاطر" لإساءة الاستخدام إذا نفذت تشفيرًا شاملًا للرسائل الخاصة، بحسب صحيفة "الغارديان".

"لا مكان للاختباء"

وعلى الرغم من أن حملة "لا مكان للاختباء" (No Place to Hide) لا تشير بشكل مباشر إلى خطط التشفير من طرف إلى طرف على تطبيقي مسنجر وإنستغرام، إلا أنها تعرضت لانتقادات شديدة من قبل وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، العام الماضي، التي وصفتها بأنها "غير مقبولة".

وتشير حملة "لا مكان للاختباء" إلى بيانات عام 2020 من المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين وهي منظمة مقرها الولايات المتحدة، والتي أظهرت أن منصات "ميتا" تمثل 20.3 مليون إحالة لمواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، 94% من الإجمالي في ذلك العام. ووفقًا لـلمركز، يمكن أن تُفقد 70% من الإحالات بواسطة منصات "ميتا" بموجب التشفير من طرف إلى طرف، أي ما يعادل 14 مليون تقرير.

وأطلق الحملة ناجون من الإساءة ونشطاء سلامة الأطفال والجمعيات الخيرية بما في ذلك Barnardo’s وبتمويل من وزارة الداخلية.

الرسائل المشفرة تمنع تطبيق القانون

ويحذر نشطاء السلامة من أن الرسائل المشفرة بشدة تمنع تطبيق القانون، ومنصات التكنولوجيا التي تقدم الخدمات، من رؤية الرسائل من خلال ضمان أن المرسل والمتلقي فقط يمكنهما عرض المحتوى الخاص بهما، وهي عملية تُعرف باسم التشفير من طرف إلى طرف.

وتدعو الحملة الجديدة رؤساء التكنولوجيا إلى تقديم التزام علني بأنهم لن يقدموا تشفيرًا شاملًا حتى يتأكدوا من أن أي تغييرات لا تسهل على مرتكبي الاعتداء الجنسي على الأطفال جرائمهم.

وأعلنت "ميتا" في نوفمبر/ تشرين الثاني أنها ستؤخر خططها وستنهي التسليم العالمي للتشفير من طرف إلى طرف "في وقت ما في عام 2023". وتستخدم "ميتا" بالفعل التشفير من طرف إلى طرف على خدمة مراسلة واتساب الخاصة بها وكانت تخطط لتوسيع ذلك ليشمل المراسلة على تطبيقي مسنجر وإنستغرام في عام 2022. ولقد قامت بالفعل بتشفير مكالمات الصوت والفيديو على تطبيق مسنجر.

كيف ردّت "ميتا"؟

وردًا على الحملة الجديدة، قال رئيس السلامة العالمية في "ميتا"، أنتيغون دافيس: "إن الغالبية العظمى من البريطانيين يعتمدون على التشفير من طرف إلى طرف لحمايتهم من المحتالين والمتسللين والمجرمين.

وأضاف: "نتفق على الحاجة إلى إجراءات أمان قوية تعمل مع التشفير ونقوم ببنائها في خططنا. نحن نركز على منع الضرر عن طريق حظر الملفات الشخصية المشبوهة، وتقييد البالغين من إرسال رسائل إلى الأطفال غير المرتبطين بهم، وإخفاق الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا في الحسابات الخاصة أو حسابات "الأصدقاء فقط".

وتابع: "نحن نشجع الأشخاص أيضًا على إبلاغنا بالرسائل الضارة حتى نتمكن من رؤية المحتويات والرد بسرعة وإحالتها إلى السلطات".

كيف نحد من وصول الأطفال إلى المحتوى الإباحي؟

وكانت الخبيرة في شؤون الإنترنت هناء الرملي قد شرحت في حديث إلى "العربي" إلى أن التطبيقات تشكل أحد مصادر المضمون الإباحي عبر الإنترنت. وقالت: "إن المحتوى الإباحي موجود أيضًا في بعض الألعاب الإلكترونية".

لكن الرملي اعتبرت أن الأكثر خطورة هو المحتوي الإباحي المتدفق من الغرباء عبر تطبيقات المحادثة. وهي الحالة التي تسمى التحرش الجنسي عبر الإنترنت، بحسب الرملي.

واعتبرت أن هناك بعضًا من الخيارات المتاحة للحد من وصول الأطفال للمحتوى الإباحي، أهمها تنزيل أنظمة الفلترة الخاصة على الهواتف والأجهزة الإلكترونية. لكن الرملي تؤكد أن هذه الأنظمة لا توفر الحماية التامة.

وتعتبر الرملي أن التوعية هي الحل الأمثل، فالمحتوى الإباحي سيصل إلى الأطفال لكن على الأهل التمتع بالذكاء لمعرفة حجم معلومات أطفالهم وتوعيتهم وإعطائهم المعلومات بشكل علمي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close