الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بتهمة "الإفساد في الأرض".. بدء محاكمة معارض إيراني

بتهمة "الإفساد في الأرض".. بدء محاكمة معارض إيراني

شارك القصة

حبيب فرج الله
فُقد أثر المتهم الذي كان مقيمًا في السويد في أكتوبر 2020 (غيتي)
يتهم الإدعاء الإيراني حبيب فرج الله شعب بـ"الإفساد في الأرض من خلال تشكيل وإدارة وتزعم مجموعة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز".

عُقدت في طهران، الثلاثاء، جلسة محاكمة معارض إيراني-سويدي محتجز منذ أكثر من عام، بشبهات "الإرهاب" و"الإفساد في الأرض" وغيرها، وهي تهم قد تصل عقوبة الإدانة بها إلى الإعدام، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي.

ومثل حبيب فرج الله شعب الملقب بـ"حبيب أسيود"، أمام المحكمة الثورية في طهران، وهو متّهم بتزعم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" التي تنشط في محافظة خوزستان جنوبي غرب الجمهورية الإسلامية، وتعدها السلطات منظمة "إرهابية" وتحمّلها مسؤولية هجمات أبرزها تفجير أودى بنحو 30 شخصًا.

خطوة نادرة

وفُقد أثر المتهم الذي كان مقيمًا في السويد، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 بعدما توجه إلى إسطنبول، قبل أن يظهر بعد نحو شهر محتجزًا في إيران، وفق شريط بثه التلفزيون الرسمي في حينه.

واليوم، ظهر شعب في قاعة المحكمة مرتديًا زيًا مخصصًا للسجناء باللونين الأزرق والكحلي، وهو يضع نظارتين وكمامة للوقاية من كوفيد-19، وفق لقطات مسجّلة من المحاكمة عرضتها قنوات التلفزة امتدت زهاء 50 دقيقة.

ويعدّ عرض تسجيلات من المحاكمات خطوة نادرة في إيران.

وجلس شعب على كرسي في القاعة، وحيدًا في ركن المتهمين، بينما جلس خلفه رجال وسيدات قال القاضي إنهم عائلات ضحايا هجمات يتحمّل المتهم مسؤوليتها. وحمل هؤلاء الأشخاص صورًا للضحايا.

وقال ممثل الادعاء: "وفق التحقيق الذي أجرته وزارة الأمن (الاستخبارات)، واعترافات المشتبه به والقرائن المتوافرة، حبيب شعب متّهم بالإفساد في الأرض من خلال تشكيل، إدارة، وتزعّم مجموعة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، والتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية وتدمير ممتلكات عامة".

لا موعد للجلسة الثانية

وأضاف أن الحركة "نفّذت عمليات إرهابية مشينة، بما يشمل تفجيرات في منشآت حكومية، التجسس، السرقة بقوة السلاح" وغيرها، ما أدى إلى مقتل وإصابة "74 مواطنًا إيرانيًا".

وعدّد ممثل الادعاء سلسلة عمليات قال إن المتهم والحركة يقفان خلفها، مشيرًا إلى أنه قام أيضًا "بالتواصل" مع الاستخبارات السعودية، وعمل على "تفكيك" محافظة خوزستان بالتعاون مع قياديين آخرين للحركة موجودين في دول مثل السويد والدنمارك وهولندا.

وتعتبر محافظة خوزستان المطلة على الخليج والغنية بالنفط من المناطق القليلة في إيران التي تقطنها أقلية كبيرة من السكان العرب. وسبق لهؤلاء أن شكوا من تعرضهم للتهميش.

ورفع القاضي الجلسة الأولى اليوم، من دون تحديد موعد للثانية.

وحصل شعب على الجنسية السويدية أثناء إقامته في المنفى في السويد. ونظرًا لعدم اعتراف إيران بإزدواجية الجنسية لمواطنيها، رُفض طلب ستوكهولم إتاحة التواصل القنصلي معه.

"قضية داخلية"

وأفادت وزارة الخارجية السويدية في بيان الثلاثاء بأنها "على تواصل مع ممثلين لإيران. لقد طلبنا من إيران (إتاحة) التواصل القنصلي (مع شعب)، لكن لم نحصل على ذلك".

وأضافت أن طهران تعتبر شعب "مواطنًا إيرانيًا فقط ولذا فالقضية إيرانية داخلية فقط. نحن لا نتشارك وجهة النظر هذه مع إيران".

وبثّ التلفزيون الإيراني بعد شهر من فقدان أثر شعب في 2020 مقطع فيديو يُظهره وهو يدلي باعترافات منها العمل لصالح الاستخبارات السعودية، والمسؤولية عن هجوم استهدف عرضًا عسكريًا في 22 سبتمبر/ أيلول 2018 في الأهواز، وأسفر عن سقوط نحو 30 قتيلًا.

ومثل هذه الاعترافات المسجلة شائعة في إيران، لكنها تلقى إدانة من المنظمات الحقوقية التي تتهم السلطات الإيرانية بأنها تنتزعها تحت التعذيب.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلنت تركيا توقيف 11 شخصًا يشتبه في قيامهم بالتجسس وخطف معارض لصالح إيران.

ويعتقد أن المشتبه بهم خطفوا شعب في إسطنبول قبل نقله إلى منطقة فان على الحدود الإيرانية وتسليمه للجمهورية الإسلامية، بحسب الشرطة التركية.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close