الأوكرانيون يحبسون أنفاسهم.. "العربي" يرصد الأجواء من قلب كييف
يحبس الأوكرانيون أنفاسهم، تحسّبًا من "خطر روسي وشيك"، كما يقولون، على وقع التحذيرات المتصاعدة من شنّ روسيا حربًا على بلادهم بعد حشد قواتها على الحدود.
يقولون إنّ الحرب ربما تندلع قبل أن تذوب الثلوج، فتاريخهم منذ حرب نابوليون على روسيا متخم بمعارك عادةً ما تستعر في عزّ البرد، كما في الحرب العالمية الثانية. وكثيرًا ما حسم الثلج المعارك لصالح الروس، فهم يجيدون القتال على الجليد.
وبموجب ذلك، حزم كثير من سكان العاصمة حقائبهم، ورحلوا إلى بلدات بعيدة، فهم يعتقدون أن الحرب وإن اندلعت، فستكون هناك أقل ضراوة وبأخف الأضرار.
"روسيا دولة معتدية"
واستطلع مراسل "العربي" من قلب العاصمة الأوكرانية آراء المواطنين، التي تقاطعت عند الخشية من الحرب، مع تحميل روسيا مسؤولية أيّ "تدهور" للأوضاع.
في هذا السياق، تقول مواطنة أوكرانية لـ"العربي": إن "روسيا دولة معتدية، وتهددنا بحرب لأننا قررنا انتماءً مختلفًا عنهم"، مضيفةً: "نحن نخشى الحرب ولا نريد خوضها، لكنهم يفرضونها علينا".
وتؤيدها مواطنة ثانية تحدّثت إلى "العربي"، حيث تلفت إلى أنّ "روسيا تريد جرّنا إلى حرب جديدة، وتدفع مزيدًا من أبنائنا إلى الموت"، مشددة على أنّ أن الكثيرين الذين يقتلون في دونباس هم أوكرانيون من قوميات روسية.
"مستعدّون للقتال"
ويبدو أنّ الأوكرانيّين مستعدّون أيضًا للقتال إذا ما كُتِب عليهم، إذ يقول أحد المواطنين الذين صادفتهم كاميرا "العربي": إنّه سيختار القتال ضد روسيا إذا اضطر لذلك، مؤكدًا استعداده للدفاع عن بلاده، في حال احتاجه الجيش.
وأثّرت الحشود الروسية العسكرية على الحدود وتحذيرات الدول الغربية بتجنب السفر إلى أوكرانيا خشية اجتياح روسي، على البلاد التي تجذب أكثر من 4 ملايين سائح يوميًا، بحسب ما ينقل مراسل "العربي".
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، الساري منذ سنتين ما زالت حرب دونباس، التي فصلت شرق أوكرانيا عن باقي البلاد تحصد الأرواح، إذ تستمر المعركة في هذا الحوض الغني بالمصانع والمناجم بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الذين تدعمهم روسيا، لكن الحرب هي مد نفوذ بين موسكو وواشنطن.