الثلاثاء 17 Sep / September 2024

زيارة أمير قطر إلى الولايات المتحدة.. ما أهميتها ودلالاتها؟

زيارة أمير قطر إلى الولايات المتحدة.. ما أهميتها ودلالاتها؟

شارك القصة

مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث مروان قبلان يتحدث لـ"العربي" حول أهمية زيارة أمير قطر إلى الولايات المتحدة (الصورة: غيتي)
سيتم خلال الزيارة بحث محاولات إنقاذ الاتفاق النووي، والجهود المبذولة لإنهاء الحرب باليمن وتأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة في حال مهاجمة روسيا لأوكرانيا.

يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الإثنين، في زيارة تعد الأولى لأمير قطر إلى الولايات المتحدة منذ تولي بايدن السلطة قبل عام.

ومن المتوقع أن يتم خلال اللقاء مناقشة مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها سبل دعم علاقات الشراكة والتعاون الوطيدة بين البلدين وتعزيزها.

بالإضافة إلى بحث آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ومن بينها محاولة إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، كما الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن، وتأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة في حال مهاجمة روسيا لأوكرانيا.

4 ملفات أساسية

وفي هذا الإطار، قال مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور مروان قبلان: إن هناك 4 ملفات أساسية تتصدر جدول زيارة أمير قطر إلى أميركا، منها الأزمة الأوكرانية، وخشية الولايات المتحدة من اندلاع مواجهة عسكرية بين موسكو وكييف، وإمكانية فرض عقوبات أميركية كرد فعل على الغزو الروسي لأوكرانيا والذي قد يطال إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة القطرية الدوحة، أن الولايات المتحدة تريد أن تشجع الأوروبيين لاتخاذ موقف أقوى تجاه روسيا، من خلال محاولتها تخفيف هواجسهم إزاء انقطاع الغاز.

وحسب قبلان، فإن قطر واحدة من كبار المنتجين في سوق الغاز العالمية وتسيطر على 22% من سوق الغاز المسال في العالم وتنتج حوالي 77 مليون طن حاليًا، وكما أن معظم صادرات الغاز القطرية إلى آسيا (اليابان والصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان والهند).

وتابع أن الولايات المتحدة تريد من دولة قطر أن تلعب دورًا في هذا المجال (تزويد الغاز لأوروبا) وأن يذهب جزءًا من صادراتها باتجاه السوق الأوروبية، تحسبًا لمواجهة عسكرية بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا.

أما الملف الثاني حسب قبلان، فهو الملف النووي الإيراني، الذي تبذل قطر فيه جهودًا بهدف تقريب وجهات النظر الأميركية والإيرانية لإنقاذ الاتفاق.

وأردف أن الملف الثالث هو الوضع في أفغانستان، مشيرًا إلى أن قطر تدير مصالح الولايات المتحدة في هذا البلد، كما أنها لعبت دور الوساطة بين طالبان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق أدى لانسحاب القوات الأميركية، وأكد أن هناك مصالح أميركية كبيرة لا تزال في أفغانستان.

أما الملف الرابع وفقًا لقبلان فهو الحرب في اليمن التي أخذت بعدًا تصعيديًا كبيرًا خلال الأسابيع الماضية.

شريك إستراتيجي

ولفت قبلان إلى أنّ قطر تحولت خلال السنوات الماضية إلى شريك إستراتيجي للولايات المتحدة في عدد كبير من الملفات التي تعني واشنطن في المنطقة والعالم خصوصًا في أفغانستان.

وأضاف أيضًا أن أميركا تعتمد على قطر في تمرير رسائل للجانب الإيراني لتسهيل إعادة الاتفاق النووي.

ومضى قائلًا: إنّ قطر والولايات المتحدة هما لاعبان رئيسيان بالإضافة إلى أستراليا في سوق الغاز العالمي.

وأوضح أن تطور العلاقات بين البلدين على المستوى الثنائي مرتبط إلى حدّ بعيد بالمصالح المشتركة بينهما على مستوى القضايا المختلفة المذكورة، خصوصًا في عهد بايدن الذي يتبنى سياسة يعتمد فيها بشكل كبير على تعاون قطري في مواجهة عدد من التحديات الإقليمية والدولية.

مصالح اقتصادية مشتركة

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار قبلان إلى أن هناك مصالح اقتصادية كبيرة بين الدوحة وواشنطن، وأن حجم الاستثمارات القطرية في أميركا كبير يصل إلى حوالي 180 مليار دولار، كما أشار أمير قطر خلال زيارته الأخيرة لأميركا عام 2019.

ولفت إلى أن قطر تعتمد على جزء من الاستثمارات الأميركية في قطر والتي تقدر بحوالي 7 إلى 8 مليار دولار حجم سندات الخزينة الأميركية التي تملكها قطر.

وتوقع قبلان أيضًا أن يتم خلال اللقاء بحث مجموعة من صفقات الأسلحة، منها صفحة طائرات "أف-15" التي تسلمت قطر جزءًا منها، بالإضافة لصفقات الصواريخ الدفاعية والمضادة للطائرات ومجموعة من منظومة من السلاح التي تسعى قطر للحصول عليها.

وأشار إلى أن حجم قطر من مشتريات السلاح من الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، وصل إلى حوالي 26 مليار دولار أميركي، مضيفًا أن قطر تعد تقريبًا ثامن أكبر مشتري للسلاح الأميركي على مستوى العالم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close