الجمعة 20 Sep / September 2024

دلالات "قمّة" الرئيس الأميركي وأمير قطر.. ما هو المُنتظَر من الدوحة؟

دلالات "قمّة" الرئيس الأميركي وأمير قطر.. ما هو المُنتظَر من الدوحة؟

شارك القصة

ناقشت حلقة "للخبر بقية" دلالات وأهداف زيارة أمير دولة قطر إلى واشنطن وأبرز الملفات المطروحة على طاولة المحادثات مع الرئيس الأميركي (الصورة: غيتي)
تأتي القمة الأميركية القطرية في ظروف بالغة التعقيد، وعلى طاولة البحث ملفات عديدة أولها طرح الدوحة لاعبًا أساسيًا لتوريد الغاز إلى أوروبا.

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في قمّة ثنائية هي الأولى بينهما منذ وصوله إلى سدّة السلطة قبل نحو عام خلفًا للرئيس دونالد ترمب.

وجاءت القمة الأميركية القطرية في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، وعلى طاولة البحث ملفات عديدة أولها طرح الدوحة لاعبًا أساسيًا لتوريد الغاز إلى أوروبا، والملف النووي الإيراني البعيد حتى الآن عن التوافق، وأيضًا الوضع في أفغانستان، وعقود وملفات اقتصادية أخرى.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام عن الدور المنوط بقطر وآفاقه وكيف يُعتمَد عليه أميركيًا، وأيضًا عن مستقبل العلاقات الأميركية القطرية في ظلّ كلّ الملفات السابقة، وما هو المُنتظَر أيضًا من قطر أميركيًا وأوروبيًا خصوصًا في مسألة الطاقة في ظلّ كلّ التعقيد الذي يشوب الأزمة الأوكرانية الروسية.

واشنطن تبحث عن "البدائل"

هكذا إذًا، يستدير الغرب بعيدًا عن حمرة سماء الشرق الأوروبية المستعدة لاحتمال الحرب. يتفقد كل أدواته لخيار أن تقبل روسيا أمنيًا وتحجم طاقويًا، فعبرها تأخذ أوروبا 40% من حاجتها من الغاز الطبيعي.

عن البدائل تبحث واشنطن ومن خلفها حلفاؤها الأوروبيون وهم لا يضمنون سلمًا في أوكرانيا. قد يجدون ما يبحثون عنه عند قطر، صاحبة واحد من أكبر احتياطات الغاز في العالم.

بيد أنها تشير إلى أنّ قدرتها على زيادة الإمدادات إلى أوروبا محدّدة بعقود طويلة الأجل إلى حدّ كبير مع دول في آسيا. ولذلك تفضّل من الآن أن يأتي أيّ طلب تحويل مباشرة من الولايات المتحدة إلى المشترين وفق صحيفة الواشنطن بوست.

الملف النووي حاضر

وفي سياق آخر، يمنح بايدن قطر مظلة للسير في ملف المفاوضات النووية مع إيران وقد وصل وزير الخارجية القطري إلى طهران قبل أيام.

تؤكد صحيفة الواشنطن بوست أنّ الملف النووي لن يغيب في القمة الأميركية القطرية بعدما اجتمع سفير الدبلوماسية القطرية بالرئيس الإيراني وكبار المعنيين بالقرار النووي في البلاد.

باختصار، تريد إدارة بايدن نتيجة وهي تختم عامها الأول من دون نتائج تباهي بها إدارة سلفه، إذ ليس كافيًا الخروج من أفغانستان وقد شابته الشوائب، ولو أنّ قطر بدت وجهه المشرق، وقد تولت عملية الإجلاء بما لا يغادر الذاكرة الدبلوماسية في الأروقة الأميركية وغيرها.

مكمن فرصة وتحدّ

يرى الباحث في شؤون الخليج سيغودر نيوباور أنّ توقيت القمة الأميركية القطرية بالغ الأهمية، في ضوء حالة التوتر القائمة بين أوكرانيا وروسيا والتهديدات المحتملة بشن حرب.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّ التهديدات الدبلوماسية تبدو بالغة الخطورة للأسرة الدولية. ويضيف: "لمسنا أنّ قطر ربما تلعب دورًا مهمًا في تحويل وجهة سفن شحن الغاز الطبيعي من آسيا ونقلها إلى أوروبا، وهذا جزء من النقاش الحاصل حاليًا".

وفيما يتحدّث عن احتمال التوصل إلى اتفاق، يقول إنّ قطر أولًا وقبل كل شيء مورد أساسي للغاز الطبيعي والمسال.

ويشير إلى أنّ قطر أحد أهم شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفي ضوء العلاقات الوطيدة بين البلدين فربما تواصل قطر هذا التعاون وهنا مكمن الفرصة.

لكنّه يلفت إلى وجود مكمن تحدّ في المقابل، يتمثّل بسلاسل الإمداد والتوريد في ضوء عدم توفر ما يكفي مثلًا من الناقلات النفطية، "ولكن يمكن تجاوز هذه النقطة في حال جرى العمل الدبلوماسي في هذا الصدد".

علاقات "إستراتيجية ومتميزة"

من جهته، يؤكد الإعلامي والباحث السياسي صالح غريب أنّ العلاقات القطرية الأميركية إستراتيجية ومتميزة، لافتًا إلى أنّه مضى على العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر 50 عامًا.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى أنّ زيارة أمير قطر إلى واشنطن تأتي في إطار الاحتفال بهذه العلاقات، وأيضًا في إطار ملفات كبيرة تشهدها المنطقة.

ويلفت إلى أنّ دولة قطر تلعب دورًا كبيرًا فيما يتعلق بالملفات الشائكة بشكل عام سواء كان في الملف النووي الإيراني أو محادثات الغاز ومد أوروبا بها.

ويشير إلى أنّ الملفات التي تحضر على خطها أيضًا الملف الأفغاني، ولا سيما بعد الدور الذي لعبته الدوحة في إجلاء الرعايا الأميركيين أو الأفغان الذين اتخذوا من الدوحة مقرًا من أجل انتقالهم إلى الولايات المتحدة.

ويرى أنّ التوتر الأخير في الخليج يحضر على "أجندة" الزيارة أيضًا، بعد الصواريخ البالستية التي أطلقت على دولة الإمارات.

ويقول: "لا شكّ في أن هذه الملفات يحملها أمير دولة قطر إلى الولايات المتحدة وخصوصًا أنّ هناك توافقًا وقد مُنِحت قطر هذا الشرف لتكون فاعلة في دول المنطقة". ويضيف: "كل التجارب التي قدّمتها دولة قطر نجحت بها وبالتالي تأتي هذه الزيارة في إطار هذه الملفات".

موضوع الغاز "مهم جدًا" لأوروبا

أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي، فيركّز على ملف الغاز الضاغط أوروبيًا، حيث يشير إلى أنّ مخزون الغاز في أوروبا وصل إلى درجات منخفضة هي درجات قياسية، إلى أقل من 40%.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، من جنيف، إلى أنّ الإدارة الأميركية تعلم جيدًا أنّ الموقف الأوروبي تجاه الأزمة الأوكرانية وتجاه العلاقة مع روسيا مرهون كذلك بقضية الغاز والطاقة.

ويقول: "حرصًا على تأمين العلاقة مع أوروبا بدأت الإدارة الأميركية مبكرًا تخصيص جزء كبير من إمدادات الغاز الأميركية ووعد أوروبا بأنها ستحصل عليها وكذلك تعمل على الجانب القطري".

ويشدّد على أنّ قضية الغاز مهمة بالنسبة إلى أوروبا وقد تحدد موقف الاتحاد الأوروبي من الملفات. ويلفت إلى أنّ قطر ستفكّر جيّدًا لأنّها لا تريد أيّ استعمال سياسي لموضوع الغاز.

ويذكّر بأنّ قطر لديها علاقات قديمة مع الأسواق الأوروبية وبالتالي ليست هذه المرة الأولى التي تتعامل فيها مع السوق الأوروبية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close