أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، أن بلاده لا تريد "إلّا السلام"، لكنه دافع أيضًا عن حقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة خطر غزو روسي لها، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات "وقائية" ضد موسكو.
وقررت بعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا أن تزود أوكرانيا بأسلحة لمواجهة اجتياح روسي محتمل.
وقال الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته: "هذه الأسلحة، إنها للدفاع، لا نفكر إلا بالسلام وبانتهاء احتلال أراضينا، عبر المسار الدبلوماسي فقط".
وأضاف: "لن نتخلّى عن أي قطعة أرض ولن نتنازل عن أراضينا مهما كان الثمن". وشدد على ضرورة فرض "إجراءات وقائية" لاحتواء روسيا.
جهود من أجل خفض التصعيد
وشدد مارك روته من جهته على أن "كل الجهود" يجب أن تحصل بهدف "خفض التصعيد"، معتبرًا أن من "الضروري" أن "يستمر الحوار بين روسيا والولايات المتحدة، وبين روسيا وحلف شمال الأطلسي".
وقال: "إذا لم يحصل ذلك، فإن هولندا واضحة بشأن تحليلها بأن أي عدوان جديد ضد أوكرانيا ستكون عواقبه وخيمة".
وتنفي روسيا أي خطط لاجتياح جارتها، وتتهم الغرب بالفشل في احترام مخاوفها الأمنية عند حدودها.
وفي كلمة علنية لأول مرة منذ أسابيع حول الموضوع، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة الثلاثاء بتجاهل مخاوف بلاده واستخدام أوكرانيا لاحتواء روسيا، قبل أن يؤكد أنه يأمل بإيجاد "حل" للأزمة الروسية الغربية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الثلاثاء: إنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "حض" موسكو على "وقف التصعيد على الفور وسحب العديد والعتاد من الحدود الأوكرانية"، مناشدًا إياها انتهاج الدبلوماسية سبيلًا لحل الأزمة الراهنة بدلًا من الدخول في نزاع عسكرين خلال اتصال بينه وبين نظيره الروسي سيرغي لافروف.
فرض قيود على نشر الصواريخ
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة إل بايس الإسبانية: إن وثائق سرية ظهرت وتشير بوصفها ردود واشنطن وحلف شمال الأطلسي المكتوبة على مطالب روسيا الأمنية، إلى أن واشنطن مستعدة لمناقشة التعهد بعدم نشر صواريخ يتم إطلاقها من الأرض أو قوات قتالية في أوكرانيا إذا وافقت روسيا على فعل الشيء نفسه. ولم تذكر الصحيفة كيف حصلت على المستندات.
🗞 #Portada | EE UU y la OTAN ofrecieron a Putin acuerdos de desarme; La basura tóxica de Montenegro va camino de Huelva; Casado ataca al populismo sin renunciar a Vox en Castilla y León, en EL PAÍS este miércoles 2 de febrero 🔗 https://t.co/0zwVdCmhUF pic.twitter.com/Qm7JwtpsGC
— EL PAÍS (@el_pais) February 1, 2022
وقالت الوثيقة الأميركية التي نشرت الصحيفة نسخة منها على موقعها الإلكتروني: "الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة إجراءات متبادلة لدعم الشفافية والتزامات متبادلة من جانب الولايات المتحدة وروسيا بالامتناع عن نشر أنظمة صواريخ هجومية يتم إطلاقها من الأرض، وقوات دائمة بمهام قتالية في أراضي أوكرانيا".
تجنب الحوادث الخطرة
وذكرت الوثيقة أيضًا أن الولايات المتحدة وباقي أعضاء حلف شمال الأطلسي على استعداد كذلك لمناقشة إجراءات متبادلة لتجنب الحوادث الخطرة في الجو أو البحر، وطمأنة موسكو بأنه لا توجد صواريخ توماهوك كروز متمركزة في رومانيا أو بولندا. وامتنع حلف شمال الأطلسي والكرملين عن التعليق لرويترز.
وتتفق المواقف الواردة في الوثائق، التي سُلمت رسميًا لموسكو في 26 من يناير/ كانون الثاني، مع التصريحات العلنية لواشنطن وشركائها في الماضي، بخاصة في ما يتعلق بالشفافية العسكرية.
ولطالما قالت الولايات المتحدة إن الدرع الصاروخية الأوروبية التابعة لحلف شمال الأطلسي في رومانيا، وموقعًا مزمعًا في بولندا، لن تستخدم لمواجهة الصواريخ الروسية في المستقبل، وإنما للتصدي لتهديدات من إيران والشرق الأوسط بوجه عام.
وعرضت الولايات المتحدة في الرد المكتوب الشفافية بشأن مواقع صواريخها في رومانيا وبولندا إذا فعلت موسكو الشيء نفسه بشأن موقعين في روسيا.