Skip to main content

أزمة السودان تتواصل ولا حل في الأفق.. هل "تقاعست" الأمم المتحدة؟

السبت 5 فبراير 2022

أعلن تجمّع المهنيين السودانيين رفضه لقاء مبعوث الأمم المتحدة الخاص فولكر بيرتس، متهمًا بعثة المنظمة الدولية إلى السودان بـ"التقاعس عن إدانة الانقلاب العسكري".

وقال التجمع في بيان رسمي إن "البعثة الأممية لم تلتزم بمهمتها بحسب التفويض الممنوح لها من مجلس الأمن الدولي بدعم ومراقبة الانتقال الديمقراطي، بل سعت البعثة ورئيسها لدعم الانقلاب والاعتراف المخزي بسلطة الانقلاب وقائده عبد الفتاح البرهان".

وأضاف أنه "لن يتعامل مع البعثة الأممية لأن مبادرتها لحل الأزمة السياسية تضع العسكر والمدنيين في خانة الفرقاء السياسيين"، مؤكدًا أن ذلك اعتراف صريح بسلطة الانقلاب على أنها سلطة شرعية في السودان.

التعبئة الشعبية لم تهدأ

وتتواصل أزمة السودان دون حلٍ في الأفق بين جيش متمسك بكرسي السلطة وشارع غاضب يطلب الديمقراطية وبينهما مجتمعٌ دولي لا يملك أوراقًا للضغط ما يكفي لإزاحة العسكر عن حكمهم.

تزامنًا مع كل ما يحصل، يواصل السودانيون دعواتهم للتظاهر السلمي آملين في أن يكسر غضب الشارع وإصراره شوكة العسكر، ويرغمه على إعادة السلطة للمدنيين.

فبعد أكثر من 3 أشهر على سيطرة الجيش على الحكم لم تهدأ التعبئة الشعبية في السودان رغم مواجهات الأمن، التي أوقعت لحد الآن نحو 80 قتيلًا بين المتظاهرين.

البعثة الأممية.. مرونة مع العسكر؟

ويشير الكاتب السياسي محمد حمدان إلى أنّ خطوات البعثة المعنية في الأساس بدعم الانتقال المدني خلال الفترة الانتقالية "اتسمت بمرونتها تجاه المكون العسكري إلى حد كبير جدًا".

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، أنها لم تتخذ خطوات حاسمة تجاه الانقلاب العسكري الذي وقع يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إنما اتجهت نحو تعامل سهل في التواصل حتى مع القوى المدنية ولجان المقاومة والأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني كما العسكر أيضًا.

ويعرب عن اعتقاده بأن "هذه الخطوات التي قامت بها هي أقل من المأمول وذلك لأن البعثة لديها تفويض محدد وينص على دعم الانتقال المدني لحين الانتخابات وهي بعثة سياسية في المقام الأول".

 أما عن تبرير هذه المقاربة بأنها تحمي السودان من سفك الدماء، فيرى حمدان أنها على العكس لم تجنب وقوع ضحايا بحيث بقي المكون العسكري يتحدث مع البعثة الأممية والفاعلين في المجتمع الدولي بينما على أرض الواقع يطبق عكس ما يقول، على حد تعبيره.

ويلفت إلى أن البرهان تحدّث مع المبعوث الأميركي ليلة الانقلاب واعدًا بعدم القيام بأي خطوات، مع الحفاظ على الانتقال الديمقراطي، "لكن ما هي الا ساعات قليلة حتى انقض على السلطة الديمقراطية وقطع الطريق على التطور التشريعي والدستوري".

المصادر:
العربي
شارك القصة