Skip to main content

أزمة أوكرانيا نحو التصعيد.. مناورات عسكرية وعقوبات "جاهزة للتنفيذ"

الأربعاء 9 فبراير 2022

تتجه أزمة أوكرانيا نحو مزيد من التصعيد، فيما يحشد كل طرف قواته، ويرسل البنتاغون 2000 جندي إضافي إلى أوروبا، سيتمركز معظمهم في بولندا، أما القسم المتبقي فسيتواجد في رومانيا وألمانيا "دفاعًا عن شركائنا في حلف شمال الأطلسي"، بحسب ما تقول واشنطن.

وقال الجنرال الأميركي جو يورز: إن "مهمة جنودنا المتواجدين في رومانيا هي إظهار التزامنا الثابت بشراكتنا مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي".

وأضاف: "سنجري تدريبات مكثفة بالتعاون مع الدول المضيفة لتعزيز التنسيق بين أعضاء الحلف، ورفع جاهزيتنا في مواجهة أي اعتداء يمسّ حلف الناتو".

"مناورات رادعة وغير هجومية"

ويجري 1300 جندي من بريطانيا وفرنسا وإستونيا تدريبات عسكرية في ظروف مناخية قاسية، وسط ثلوج يصل ارتفاعها إلى أكثر من 50 سنتيمترًا.

ويؤكد الحلف أن مناوراته رادعة وغير هجومية، إلا أن توقيتها ومكانها يبطن أكثر مما يظهر.

من ناحيته، تحدث الكرملين عن مؤشرات إيجابية بشأن تسوية للأزمة الأوكرانية عقب لقاء الرئيسين الفرنسي والأوكراني في كييف. 

لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف نبّه إلى أن احتمال نشر منظومات دفاع أميركية قرب خاركوف في أوكرانيا يعد ابتزازًا لروسيا.

ودعا واشنطن إلى عدم تزويد أوكرانيا بمنظومة "ثاد" الصاروخية، منعًا لتقويض المسار الدبلوماسي للأزمة.

استنفار أوروبي للقوى الدبلوماسية

وكانت أوروبا قد استنفرت قواها الدبلوماسية لاحتواء الأزمة الأوكرانية. وتجري تحركات مكثفة وجهتها موسكو بدأتها فرنسا وتستكملها بريطانيا.

وقد أكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن هدف زيارتها لموسكو هو تأكيد العواقب الوخيمة المترتبة على غزو أوكرانيا.

إلى ذلك، أشاد المستشار الألماني أولاف شولتس بما وصفه بالتقدم الذي يتحقق في مساعي خفض التصعيد المرتبط بأزمة أوكرانيا.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء الدنماركية: إن المهمة الرئيسية حاليًا تتمثل بضمان الأمن في أوروبا، معربًا عن اعتقاده بإمكانية تحقيق ذلك.

وتدارك بالقول: "لكن من السابق لأوانه القول لقد تم حل كل المشاكل. إنها خطيرة للغاية وستظل كذلك لفترة من الوقت. لذلك فهي تستحق كل الانتباه".

وأكد المستشار الألماني أن العقوبات الأميركية والأوروبية جاهزة للتنفيذ إذا ما قامت روسيا بأي تصعيد عسكري ضد أوكرانيا.

"موقف واحد وعمل منسق"

ويلفت مراسل "العربي" من برلين مكسيم العيسى إلى أن المستشار الألماني كان قد أكد خلال لقائه مع الرئيسين الفرنسي والبولندي أن دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ذات موقف واحد ويعملون بشكل منسق جدًا فيما يتعلق بالعقوبات، التي ستُكتب بدقة وبشكل موسع على روسيا في حال قررت غزو أوكرانيا، وأن التكلفة ستكون باهظة جدًا.

وإذ يشير إلى أن شولتس أكد تصريحاته أثناء لقائه رئيسة وزراء الدنمارك، يقول: إن الجانب الألماني يريد إيصال الموقف الغربي بالعموم إلى روسيا؛ ومفاده أن الغرب متحد حيال الوضع الأوكراني، وأن كل شيء يمر بتنسيق كامل.

ويوضح أن شولتس سيقوم في الرابع عشر من شهر فبراير/ شباط الجاري بزيارة إلى كييف ثم موسكو، متحدثًا عن حراك دبلوماسي غربي مكثّف.

"أقرب إلى تطبيق اتفاقات مينسك"

من ناحيته، يشير مراسل "العربي" من موسكو محمد حسن إلى أن الجميع متفقون على أن اتفاقات مينسك هي الحل الوحيد لهذه الأزمة، لكن هناك اختلافًا في طريقة تنفيذ تلك الاتفاقات وتسلسل بنودها.

ويردف: "أصبحنا أقرب إلى تطبيق اتفاقات مينسك مما نحن من الحرب، ففي بداية شهر يناير/ كانون الثاني كنا نسمع أصواتًا تقول إن روسيا ستبدأ بغزو أوكرانيا بين ليلة وأخرى، أما اليوم فبتنا نسمع لهجة مختلفة بعض الشيء وتقول إن روسيا فهمت الرسالة ويبدو أنها لا تريد غزو أوكرانيا، حتى من قبل الساسة والقادة العسكريين الأوكرانيين".

وفيما يتوقف عند ما يُحكى أيضًا عن كيفية تطبيق اتفاقات مينسك والسبل إلى هذا الاتجاه، ينقل عن مراقبين سياسيين وعسكريين قولهم إنه لولا هذه الحشود والمناورات العسكرية ـ سواء أكانت من الجانب الروسي أو الغرب ـ لما تحركت عجلة الدبلوماسية ووصلت إلى ما هي عليه".

"المشكلة باتت حول مستقبل أوكرانيا"

بدوره، يقول مراسل "العربي" من دونباس صابر أيوب: إن المخاوف من الحرب لم تخفت، مشيرًا إلى أن رغبة كييف في الحصول على المنظومة الدفاعية الصاروخية الأميركية "ثاد"، المعادلة للنسخة الروسية "أي 400"، أثارت حفيظة روسيا.

ويلفت إلى أن أوكرانيا تريد نشر هذه المنظومة في مدينة خاركيف، 40 كيلومترًا من الحدود الروسية، فيما يتواصل وصول السلاح والذخيرة الأميركية إلى مطار كييف الدولي.

ويتوقف عند الحديث عن خطة أميركية نُشر من أجلها الجنود الأميركيون في بولونيا وغيرها من الدول المجاورة لأوكرانيا؛ لإجلاء أكثر من 30 ألف أميركي متواجدون هنا، حتى لا تتكرر تلك الفوضى التي حدثت في أفغانستان.

ويرى أن الحديث عن وجود تسوية، إذا ما حصلت وفق اتفاقيات مينسك، فستحل فقط قضية دونباس، سواء بانفصاله نهائيًا عن أوكرانيا وانضمامه إلى روسيا، أو بمنحه حكمًا ذاتيًا".

ويوضح أن المشكلة الآن لم تعد دونباس ولا اتفاقية مينسك، بل بين واشنطن وموسكو حول مستقبل أوكرانيا: هل تنضم إلى حلف الناتو أم تبقى على حالها".

المصادر:
العربي
شارك القصة