Skip to main content

مذكرات كيسنجر.. كيف أدار ثعلب السياسة الأميركية مفاوضات العرب مع إسرائيل؟

الجمعة 11 فبراير 2022

تبقى مذكرات هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، الملقّب بثعلب السياسة الخارجية الأميركية، شاهدًا على صناعة القرارات المصيرية الأميركية في الشرق الأوسط.

وتطرقت المذكرات لحكايات المفاوضات السرية والعلنية بين العرب وإسرائيل خلال سنوات عمله في البيت الأبيض من عام 1969 حتى 1977.

وشهدت هذه السنوات الاختراق الأميركي الأكبر للمنطقة العربية من خلال تشجيع "قوى الاعتدال العربي" على الصلح مع إسرائيل، كما سماها كيسنجر.

عندما تولى ريتشارد نيسكون رئاسة الولايات المتحدة عام 1969، كان "متحمسًا لصنع السلام"، وعين لهذا الغرض هينري كيسنجر مستشارًا للأمن القومي.

في هذا الوقت، كان ملف الشرق الأوسط تتنازعه رؤى مختلفة؛ إحداها رؤية وزير الخارجية آنذاك ويليام روجرز، والذي يرى أن النزاع بين العرب وإسرائيل قائم على قضية الأرض. لكن كيسنجر كان يشكك في تلك الفرضية، ويرى أن السبب هو وجود إسرائيل بحد ذاتها وليس طبيعة حدودها، ويرى أن الحل في تمكين من يسميهم بالمعتدلين العرب ضد "المتشددين".

"أخطأنا في تقدير السادات"

ومع تولي كيسنجر مهمة وزارة الخارجية عام 1973، كان الشرق الأوسط على حافة حرب جديدة لم تكن واشنطن تأخذها على محمل الجد حتى وإن أعلنت مصر موازنة للحرب.

ويقول كيسنجر في مذكراته: "لقد أخطأنا في تقدير (الرئيس المصري أنور) السادات استنادًا إلى تجارب الحروب العربية الإسرائيلية السابقة، وتعاملنا مع تهديداته باللجوء إلى الحرب على أنها إيماءات مسرحية".

واندلعت الحرب في 6 أكتوبر/ تشرين الأول. ويقول كيسنجر عن تلك الفترة: "لقد ساندت الولايات المتحدة إسرائيل طيلة مدة الحرب، لدوافع تاريخية عديدة وأدبية واستراتيجية، وكدنا نعرض بلادنا لخطر حرب مع الاتحاد السوفياتي".

ويرى مارتن إنديك السفير الأميركي الأسبق في إسرائيل أنه "لم يكن من السهل على كيسنجر تحقيق التوازن بين إسرائيل وبعض الدول العربية.

وكان هنري كيسنجر يرى أن السادات يمثل أربح ورقة للسلام، لكن هدفه كان قبل الحرب وبعدها حمل مصر على مفاوضات مباشرة وجهًا لوجه مع إسرائيل.

وانتهج كيسنجر في ذلك الوقت دبلوماسية تسمى "خطوة بخطوة"، حيث اعتمد على إرجاء التسوية الشاملة والقضايا الأكثر جدلًا إلى اللحظة المناسبة.

وأوضح إنديك أن العلاقة بين كيسنجر والسادات في البداية كانت فاترة، لكن بعد جهد كبير في إقناع السادات بالدخول في المفاوضات أصبح الرجلان شركاء في دبلوماسية "خطوة بخطوة" رغم حذر الإسرائيليين خلال المفاوضات مع السادات.

دور الأردن والسعودية

أما عن دور الملك حسين خلال الفترة ذاتها، فيقول كيسنجر في مذكراته: "كان الزعيم العربي الوحيد ذو النوايا الطيبة الواضحة، وذلك الفارس الشجاع ولقد كان الصديق الوفي للغرب. إذ قام بعدة لقاءات دورية وسرية مع إسرائيل تجاوزت الـ500 ساعة دون جدوى، لكنه كان أضعف من أن يمثل تهديدًا حربيًا أو أن يعقد اتفاق سلام منفردًا".

كما تحدثت مذكرات كيسنجر عن الدور السعودي الداعم للولايات المتحدة، في تلك السنوات رغم الاختلاف بينهما عند وقف السعودية تصدير النفط في حرب أكتوبر.

المصادر:
العربي
شارك القصة