Skip to main content

صراع كبير محتمل.. بايدن يدعو الأميركيين إلى مغادرة أوكرانيا "فورًا"

الجمعة 11 فبراير 2022

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا فورًا، محذرًا من صراع كبير محتمل مع موسكو في حال حصول مواجهة على الأرض بين القوات الأميركية والروسية.

جاءت دعوة بايدن في وقت أخفقت فيه كل من روسيا وأوكرانيا في تحقيق أي انفراجة بعد يوم من المحادثات مع مسؤولين فرنسيين وألمان بهدف إنهاء الصراع الدائر منذ ثماني سنوات في شرق أوكرانيا.

كما تزامن حديث الرئيس الأميركي مع مشادة كلامية بين سفيرة الولايات المتحدة ونظيرها الصيني في الأمم المتحدة بشأن الملف الأوكراني حيث تبادل الطرفان الاتهامات بشأن من يتحمل مسؤولية تأجيج التوتر في الملف الأوكراني.

"حرب عالمية"

وفي التفاصيل، دعا الرئيس الأميركي المواطنين الأميركيين إلى مغادرة أوكرانيا على الفور، قائلًا إن بلاده "تتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم"، في إشارة إلى الجيش الروسي.

وشدد بايدن في مقابلة مع شبكة "إن.بي.سي.نيوز" على أنّ "هذا وضع مختلف جدًا، والأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة"، مكررًا أنه لن يرسل تحت أي ظرف قوات إلى الميدان في أوكرانيا، حتى من أجل إجلاء أميركيين في حال حصول غزو روسي للبلاد.

واعتبر الرئيس الأميركي أن الوضع سيكون بمثابة "حرب عالمية عندما يبدأ الأميركيون والروس بإطلاق النار على بعضهم"، قائلًا: "نحن في عالم يختلف كثيرًا" عما كان عليه سابقًا.

ويحذّر القادة الغربيون منذ أسابيع من أنّ روسيا تستعد للتصعيد في النزاع المستمر منذ ثمانية أعوام في شرق أوكرانيا بعدما حشدت نحو مئة ألف جندي في محيط الدولة السوفييتية السابقة.

وباشرت روسيا وبيلاروسيا مناورات عسكرية مشتركة، أمس الخميس، أججت التوتر وزادت من أهمية تحقيق اختراق في الجهود الدبلوماسية التي يبذلها قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لمنع أي غزو لأوكرانيا.

مشادة كلامية بين واشنطن وبكين

وفي غضون ذلك، دعت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الخميس، بكين إلى "تشجيع الروس" على اتخاذ الخيارات الصحيحة في الأزمة حول أوكرانيا، ما أثار ردًا فوريًا من نظيرها الصيني تشانغ جون الذي طالبها بـ"التوقف عن تأجيج التوتر".

وقالت غرينفيلد لتلفزيون "سي إن إن" الأميركي: "نأمل أن يؤدي الصينيون دورًا في تشجيع الروس على فعل الأمر الصائب" لنزع فتيل الأزمة. ودأبت السفيرة الأميركية على تكثيف مقابلاتها مع وسائل الإعلام حول هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة.

وأضافت: "أعرب الصينيون عن قلق شديد في مجلس الأمن (في 31 يناير/ كانون الثاني) بشأن حماية سلامة الحدود وسيادة الدول. وهذا بالضبط ما يفعله الروس. إنهم يهددون سلامة الحدود، لذا فإن إيصال الصين لهذه الرسالة سيكون أمرًا في غاية الأهمية".

وسارع سفير الصين تشانغ جون، عبر تويتر، إلى الرد على تعليقات توماس-غرينفيلد، وكتب: "رسالتنا ثابتة وواضحة: حل أي خلافات من خلال الدبلوماسية".

وأضاف: "توقفوا عن تصعيد التوتر"، من دون أن يذكر أحدًا على وجه الخصوص، مشيرًا الى أنه "يجب التعامل بجدية مع المخاوف الأمنية المشروعة لروسيا".

وصول قاذفات أميركية إلى المملكة المتحدة

ووصلت قاذفات أميركية إستراتيجية من طراز بي-52 إلى المملكة المتحدة أمس الخميس للمشاركة في مناورة "مخطط لها منذ فترة طويلة" مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي وسط توتر بين الغرب وروسيا، حسبما أعلن سلاح الجو الأميركي في بيان.

ووصلت القاذفات التي لم يُحَدد عددها، من قاعدة مينوت الأميركية في داكوتا الشمالية، وهبطت في قاعدة فيرفورد الجوية البريطانية على بعد 150 كيلومترًا غرب لندن، وفق ما ذكرت قيادة القوات الجوية الأميركية في أوروبا ومقرها ألمانيا.

وقال البيان: إن المناورة "المخطط لها منذ فترة طويلة" تهدف إلى "تحسين مستوى الاستعداد وقابلية التشغيل المشترك لمراقبة الحركة الجوية التي تنسق الضربات التي تُنفَذ دعمًا للقوات البرية".

وأشار سلاح الجو الأميركي إلى أن "تناوب القاذفات يعزز التزام الولايات المتحدة تجاه الحلفاء في الناتو للحفاظ على أمننا الجماعي وسيادتنا".

لا انفراجة بين روسيا وأوكرانيا

وفي سياق المحادثات بين الطرفين، أعلنت روسيا وأوكرانيا أنهما أخفقتا في تحقيق أي انفراجة بعد يوم من المحادثات مع مسؤولين من فرنسا وألمانيا.

ويشكل عدم تحقيق تقدم انتكاسة لجهود حل أزمة أوسع بشأن أوكرانيا، حيث حشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي على الحدود ما أثار مخاوف من نشوب حرب.

من جانبه، قال المبعوث الروسي دميتري كوزاك مساء الخميس إنه لم يتسن التوفيق بين تفسيرات روسيا وأوكرانيا المختلفة لاتفاق عام 2015، الذي يستهدف إنهاء القتال بين الانفصاليين المؤيدين لروسيا وقوات الحكومة الأوكرانية. وأضاف: "لم نتمكن من التغلب على هذا".

أما المبعوث الأوكراني أندري يرماك، فقد أكد عدم حدوث انفراجة، لكن الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات، معبرًا عن أمله في اللقاء مرة أخرى ومواصلة المفاوضات. وقال: "الجميع عازمون على الوصول إلى نتيجة".

ولا يزال الصراع محتدمًا في منطقتي دونتسك ولوجانسك الانفصاليتين في أوكرانيا على الرغم من وقف إطلاق النار. ويرصد مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا انتهاكات متكررة، تصل في بعض الأحيان إلى مئات الحوادث اليومية.

ووقع ممثلون عن روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمنطقتين الانفصاليتين اتفاقًا من 13 نقطة في فبراير/ شباط 2015 في مينسك، أيده أيضًا زعماء فرنسا وألمانيا.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوكرانيا يوم الخميس بمحاولة إعادة كتابة الاتفاق وانتقاء العناصر الأكثر فائدة لها فقط، فيما تقول أوكرانيا إنها ملتزمة بالاتفاق.

"لا تهديدات روسية"

وفي هذا الإطار، يرى الباحث السياسي أندريه أنتيكوف أنّ الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية "لا تشكل أي تهديد لكييف"، إضافة إلى أنّ التدريبات العسكرية بين روسيا وبيلاروسيا "لا يمكن أنّ تكون بهدف غزو أوكرانيا".

ويعتبر أنتيكوف في حديث إلى "العربي"، من موسكو، أن ما يجري هو بمثابة "حملة إعلامية" ضد روسيا بشأن الحديث عن احتمال غزوها لأوكرانيا، لافتًا إلى أن المناورات العسكرية تعد "دفاعية" بين روسيا وبيلاروسيا وهي تشبه المناورات التي يجريها حلف شمال الأطلسي بجانب الحدود الروسية.

ويشير إلى أنّ المطالب الروسية تكمن في "ضمانات أمنية" وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) باعتبار أن الأخيرة "ستخرق" بنود اتفاق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

كما يوضح أنّ موسكو تطلب من أوكرانيا "تنفيذ اتفاقيات مينسيك" لحل الأزمة في شرق البلاد.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة