Skip to main content

الأزمة الأوكرانية تقلق العالم.. تنازع بالنفوذ العسكري بين روسيا والناتو

الجمعة 11 فبراير 2022

تمثل المساحة الجغرافية التي تتشكل من دول البلطيق مكانًا جغرافيًا واسعًا لتنازع النفوذ العسكري بين روسيا من جهة وحلف شمال الأطلسي من جهة أخرى.

فالوجود في هذه المنطقة بالنسبة للناتو يعد خطوة متقدمة لضمان الأمن الجماعي للدول المنضوية تحت لوائه، بينما تقع في دائرة الصد الدفاعي المباشر بالنسبة لموسكو التي ترى في زيادة أعداد القوات المقاتلة خطرًا داهمًا على أمنها القومي.

وتتألف دول البلطيق من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. وجميعها عملت على الاندماج المباشر في حلف الناتو منذ استقلالها.

وفي خط الاتصال المباشر بين دول البلطيق وروسيا تقع بيلاورسيا التي تجمعها مع روسيا علاقات إستراتيجية وعسكرية واسعة. بينما في الجهة الأُخرى من البحر تتواجد السويد التي بدأت عمليًا تنفيذ انتشار عسكري في منطقة جزيرة غوتلاند.

وهناك كذلك هولندا التي بات شرقها مؤخرًا محطة أساسية للقوات الأميركية التي دفعت بها إدارة البيت الأبيض في ظل الصراع مع الكرملين.

تسارع سياسي 

ومع التسارع السياسي الحاصل في ملف الأزمة الأوكرانية الروسية والزيارات المكوكية التي يجريها مسؤولون أميركيون وأوروبيون، يتصاعد المسار العسكري حيث يتم رصد خطوط اشتباكه في جبهات الجغرافيا الباردة.

فروسيا كما تقول المصادر الأميركية دفعت بأكثر من مئة ألف جندي على امتداد الحدود مع أوكرانيا في ظل ضبابية كاملة في نيات الغزو مع زيادة مباشرة في المناورات العسكرية شرقي أوكرانيا وكذلك غربيها والحديث هنا طبعًا عن إقليم الدونباس وشبه جزيرة القرم.

وطبيعة المناورات التي نفذها الجيش الروسي تضع الجبهات في مواجهة واحدة، فتارة تنفذ محاكاة اجتياح بلد كامل وتارة أخرى تنفذ هبوطًا مظليًا للسيطرة على قواعد جوية مفترضة. هذا طبعًا إضافة لمناورات ومشاريع عسكرية متعددة مع بيلاروسيا المحاذية مباشرة للخط الفاصل بين الأراضي الواقعة تحت حماية الناتو وتلك التي تقع خارجها.

مناورات عسكرية

في المقابل تنفذ أوكرانيا بأسلحة أميركية مناورات عسكرية واسعة ومحاولات صد هجوم بري في إقليم الدونباس. وحشد الجيوش لا يقتصر على موسكو وكييف، بل دخلت على الخط الولايات المتحدة التي سارعت إلى إعلان وصول تعزيزات أميركية تقارب 3 ألاف جندي ضمن قوة الرد السريع التابعة للناتو، على أن يكون العدد الكلي للقوات الأميركية في منطقة البلطيق وجوارها أكثر من 8 آلاف جندي. 

وقوات الرد السريع التابعة للناتو هي مجموعات عسكرية ذات تدريب عالي المستوى تم اتخاذ قرار بشأنها عام 2002 خلال قمة حلف الأطلسي في براغ ليكون مقرها إيطاليا وتتلقى تعليماتها من مركز القوات المشتركة في هولندا.

وتتألف هذه القوات من وحدات برية وجوية وبحرية، وتمتلك القدرة على تنفيذ الانتشار وإعادة الانتشار في أماكن عدة في حال اقتضت الضرورة لذلك. 

المصادر:
العربي
شارك القصة