الثلاثاء 17 Sep / September 2024

الأزمة الأوكرانية في "وضع حرج".. الناتو يخير موسكو بين التفاوض أو العقوبات

الأزمة الأوكرانية في "وضع حرج".. الناتو يخير موسكو بين التفاوض أو العقوبات

شارك القصة

بين دونباس وموسكو مراسلا "العربي" يرصدان تطورات الأزمة الأوكرانية بمسارَيها الميداني والدبلوماسي (الصورة: غيتي)
دخلت المملكة المتحدة على خط المساعي الدبلوماسية لسحب فتيل الأزمة الأوكرانية، ومن موسكو دعت وزيرة خارجيتها روسيا إلى سحب الجنود المتمركزين على الحدود مع أوكرانيا.

أكدت المملكة المتحدة اليوم الخميس، أن على روسيا سحب عشرات آلاف الجنود من حدودها مع أوكرانيا لتخفيف التوتر بين موسكو والغرب، في ظل المخاوف الغربية من أن الكرملين يخطط لعمل عسكري ضد كييف.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في مؤتمر صحافي مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو: "نحتاج إلى أن نرى الجنود والمعدات المتمركزة على الحدود الأوكرانية تُنقل إلى مكان آخر، فهي حاليًا في وضع يمثل تهديدًا بالغًا".

"نحتاج أن تقترن الأقوال بأفعال"

والتقت تراس نظيرها الروسي ضمن مفاوضات مكثفة في الأسابيع الأخيرة بين مسؤولين روس وغربيين، بشأن الأمن الأوروبي والتوتر في أوكرانيا

وصرّحت بعد المحادثات في موسكو بالقول: "أبلغني لافروف اليوم بأن روسيا لا تخطط لغزو أوكرانيا، لكننا نحتاج إلى أن تقترن هذه الأقوال بأفعال".

ويحذّر القادة الغربيون من أن روسيا تستعد للتصعيد في النزاع الدائر في شرق أوكرانيا، بعدما حشدت حوالي 100 ألف جندي في محيط جارتها السوفياتية السابقة.

من جهته، أعرب لافروف في مؤتمر صحافي عن "خيبة أمله" من المحادثات، مكررًا الشكاوى الروسية بأن مخاوف موسكو الأمنية لا تؤخذ بالاعتبار.

وقال: "شعرت بأن زملاءنا إما لم يكونوا على علم بالتفسيرات التي قدمها رئيسنا، أو أنهم يتجاهلونها تمامًا".

"لحظة خطيرة جدًا" 

وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم أن على روسيا أن تختار بين الحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية، أو العقوبات الاقتصادية من الغرب وزيادة الوجود العسكري لقوات الأطلسي في دول الحلف الشرقية.

وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بروكسل: "أمام روسيا خيار الحل الدبلوماسي، ونحن مستعدون للجلوس والتفاوض، ولكن إذا اختاروا المواجهة، فسيدفعون ثمنًا أغلى".

وأضاف: "ستكون هناك عقوبات اقتصادية. سيكون هناك وجود عسكري أكبر لحلف الأطلسي في دوله الشرقية، وبريطانيا في الواقع جزء مهم من ذلك".

بدوره، تحدث جونسون عن "لحظة خطرة للأمن الأوروبي"، لافتًا إلى أن "الأوضاع جدًا حرجة، وهذه لحظة خطيرة جدًا".

وأكد التزام بلاده بقواعد حماية كل الشعوب بغض النظر عن حجم هذه الدول.

وأعلن عن نية بلاده نشر المزيد من طائرات سلاح الجو الملكي جنوب أوروبا وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية شرقي البحر المتوسط. 

الدنمارك تفتح أبوابها للجنود الأميركيين

إلى ذلك، أعلنت الدنمارك، العضو في حلف شمال الأطلسي، أنها على استعداد لاستقبال جنود أميركيين على أراضيها، في إطار اتفاقية دفاعية مشتركة مع الولايات المتحدة.

وأصبحت الدولة الإسكندنافية من أقرب حلفاء واشنطن الأوروبيين في العقدين الماضيين، بعد أن خاضت الحرب إلى جانب الولايات المتحدة في العراق.

وأوضحت رئيسة الوزراء ميتي فريديريكسن للصحافيين، أن "الولايات المتحدة تواصلت مع الدنمارك واقترحت تعاونًا دفاعيًا ثنائيًا".

وأضافت: "لم تُحدد بعد الطبيعة الدقيقة لهذا التعاون، لكن يمكنه أن يشمل تواجد جنود أميركيين وعتادًا ومعدات عسكرية على أراضي الدنمارك".

والمحادثات غير مرتبطة بالأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا، لكن الأزمة تؤكد الحاجة إلى مزيد من التعاون كما قالت.

من ناحيته، قال وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف، الذي كان حاضرًا في المؤتمر الصحافي: إن "حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة هما الضامنان لأمننا. لهذا السبب نوحد صفوفنا مع الولايات المتحدة عندما تتعرض قيم الغرب مثل الديموقراطية والحرية للتهديد".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close