أظهر مقطع مصوّر نشرته هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية اليوم الأربعاء، كلبًا يتبع لقوات الاحتلال الإسرائيلية ينهش شابًا فلسطينيًا خلال اعتقاله، رغم أنه لم يُبدِ مقاومة لعملية احتجازه.
وقالت الهيئة في بيان صحافي مرفق بالفيديو، نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك: إن "جيش الاحتلال تعمّد ترك كلب بوليسي ينهش الشاب مالك معلّا، ويرعبه".
وذكرت أن الحادثة وقعت الإثنين الماضي، عندما اعتقلت قوة إسرائيلية الشاب معلّا (19 عامًا) من حي أم الشرايط، بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية.
وذكرت أن الاعتقال جرى في منشأة صناعية، يعمل المعتقل حارسًا لها، مشيرة إلى أن الجنود أحاطوا أسوار المنشأة وقاموا بمداهمتها، وبدؤوا بتسليط أضواء الليزر تجاهه، ومن ثم أطلقوا كلبًا بوليسيًا نحوه.
ويظهر الفيديو المصوَّر ليلًا الشاب معلّا، في وضع الاستسلام رافعًا يديه، فيما يُصوّب الجنود بنادقهم نحوه، لكنه فوجئ بالكلب يهجم عليه وينهشه قبل أن يحيط به الجنود.
"اعتداءات همجية متكررة"
وأدان رئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر "الاعتداءات الهمجية الإجرامية المتكررة، التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني، خلال عمليات اعتقالهم واقتيادهم من قبل قوات الاحتلال".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي "يتعمد خلال تنفيذ عمليات الاعتقال بمختلف المدن الفلسطينية، استخدام القوة المفرطة والتنكيل الشديد بحق المعتقلين".
وأضاف أن "99% ممن يتم اعتقالهم يتعرضون لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب والقمع والتنكيل الجسدي والنفسي".
وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 4500، بينهم 34 أسيرة، و180 قاصرًا، ونحو 500 معتقل إداري، حتّى نهاية شهر يناير/ كانون الثاني 2022، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد وثقت أخيرًا، شهادات اعتقال شابين فلسطينيين تعرّضا للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال أثناء اعتقالهما.
وقالت الهيئة في تقريرها: إن الشاب قصي محمد ناجي بلبيسي (20 عامًا) من طولكرم، والذي اعتقله جيش الاحتلال بعد أن تم تقييده بقيود بلاستيكية محكمة، تم اقتياده إلى مركز تحقيق "بتاح تكفا"، ومكث فيه 3 أيام، ثم نُقل بعد ذلك إلى معتقل الجلمة، وحين دخوله إليه تم تفتيشه بشكل عارٍ ومسيء.
وأفاد الأسير لمحامية الهيئة أن زنازين المعتقل سيئة للغاية وذات رائحة كريهة، وأن جودة الأكل رديئة جدًا، لافتًا إلى أن التحقيق معه بالجلمة استمر مدة 32 يومًا متواصلة. كما ذكر أن المحققين تعمدوا عند استجوابه إبقاءه معصوب العينين ومقيّد اليدين، وتعاملوا معه بطريقة همجية للغاية.
وبحسب الهيئة، فإن بلبيسي نُقل بعد ذلك إلى سجن مجدو "قسم 10" ومكث فيه 26 يومًا، ثم إلى "قسم 5".
أما الأسير أحمد خالد أبو العز (20 عامًا) من زيتا بنابلس، فأشارت الهيئة إلى أنه اعتُقل بعد مداهمة الاحتلال لمنزله الساعة الرابعة فجرًا وتفتيش المكان بهمجية، وقلب محتوياته رأسًا على عقب.
وأردفت بأن جنود الاحتلال عصبوا حينها عيني أبو العز بقطعة قماش وقيّدوه بقيود بلاستيكية محكمة، وقاموا بدفعه وشتمه بألفاظ نابية.
ونقلت الهيئة عن الأسير ما قاله لمحاميتها، وفيه أنه تم تفتيشه حين وصوله إلى مركز "توقيف حوارة" بشكل عارٍ ومهين.
وشرح أبو العز معاناته بالقول: إن "معتقل حوارة عبارة عن عذاب"، لافتًا إلى أن الطعام سيئ والبرد قارس، ولا يوجد سوى بطانيتين تستخدمان فراشًا وغطاءً في الوقت نفسه.
وأوضح أنه بقي 9 أيام من دون استحمام لعدم توفر الملابس الداخلية والمناشف، متحدثًا عن مماطلة من إدارة السجون بالاستجابة لطلبات الأسرى.
والهيئة التي أشارت إلى أن أبو العز نُقل إلى سجن مجدو وهو يقبع حاليًا هناك، دعت المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والعربية والدولية، ووسائل الإعلام إلى "منح الأولوية" لقضية الأسرى من أجل فضح انتهاكات الاحتلال بحقهم، وممارسة الضغوط لتلبية مطالبهم، واحترام حقوق الأسرى والمعتقلين.