الخميس 19 Sep / September 2024

عمليات انتشار جديدة وقمة مرتقبة بين بايدن وبوتين.. هل حُدّدت ساعة الصفر للغزو؟

عمليات انتشار جديدة وقمة مرتقبة بين بايدن وبوتين.. هل حُدّدت ساعة الصفر للغزو؟

شارك القصة

ناقش المحلل الأمني والإستراتيجي ناجي ملاعب آخر التطوّرات العسكرية والدبلوماسية في الأزمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
يأتي موقف بايدن من عقد قمة مع بوتين "مفاجئًا"، في وقت تتحدّث الدول الغربية عن تدخل روسي عسكري وشيك في أوكرانيا.

بالتوازي، تسير الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية والتحشيدات العسكرية الروسية على الحدود مع جارتها.

فبينما أظهرت صور الأقمار الصناعية تعزيزات عسكرية روسية جديدة في ثلاثة مواقع غرب روسيا، وافق الرئيس الأميركي جو بايدن على لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بناء على مقترح نظيريهما الفرنسي إيمانويل ماكرون، شرط ألا تُقدِم روسيا على غزو أوكرانيا.

ويأتي موقف بايدن "مفاجئًا، في وقت تتحدّث الدول الغربية عن تدخل روسي عسكري وشيك.

قمة ثلاثية

وأعلن الإليزيه ليل الأحد- الإثنين أن بوتين وبايدن "وافقا على مبدأ" أن يلتقيا في قمة اقترحها ماكرون ولكن "لن يكون ممكنًا عقدها إلا في حال لم تُقدِم روسيا على غزو أوكرانيا".

وأضافت الرئاسة الفرنسية أن هذه القمة سيتم لاحقًا توسيعها لتشمل "جميع الأطراف المعنيين" وستبحث في مسائل "الأمن والاستقرار الإستراتيجي في أوروبا".

وخلال الاتصال بين بوتين وماكرون أمس الأحد، تمّ التأكيد على أهمية وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في بيان، إن الولايات المتحدة "ملتزمة متابعة الدبلوماسية حتى اللحظة التي يبدأ فيها أي غزو"، مضيفة: "الرئيس بايدن وافق من حيث المبدأ على لقاء مع الرئيس بوتين... إنْ لم يحدث غزو".

ولكنها في الوقت نفسه، أكدت أن واشنطن "مستعدة لفرض عواقب سريعة وشديدة إذا اختارت روسيا الحرب بدلًا من ذلك".

لكنّ هذا الإعلان المفاجئ يتناقض وتحذيرات الغربيين من تدخل وشيك لموسكو في أوكرانيا، حيث كرّرت ساكي أنه "في الوقت الحالي، يبدو أن روسيا تواصل الاستعدادات لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا قريبًا جدًا".

وسيُعدّ مضمون القمة بين بوتين وبايدن وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف خلال لقائهما المرتقب الخميس.

وصدر إعلان القمة بعد سلسلة من الاتصالات الهاتفية بين ماكرون وبايدن وبوتين والرئيس الأوكراني زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ولكن لم تتضح تفاصيل كثيرة بشأن القمة المقترحة.

وقال مسؤول بإدارة بايدن إن القمة كانت "افتراضية تمامًا" لأنه لم يتم تحديد التوقيت والشكل بعد.

ومن المقرر أن يجتمع اليوم الإثنين، وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي جان-إيف لودريان.

كما من المقرر عقد اجتماع استثنائي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مخصص لأوكرانيا.

المعارك تتواصل في إقليم دونباس

ويأتي الإعلان عن القمة في وقت واصلت روسيا وأوكرانيا تبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن المعارك في شرق أوكرانيا الانفصالي.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوات الروسية ستغادر بيلاروسيا بعد انتهاء المناورات العسكرية.

في المقابل، اتهمت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إلينا فيرتشوك موسكو بتعمّد تزييف الحقائق واختلاق الذرائع لتبرير حربها على كييف.

وخلال الأيام الأخيرة، ارتفعت وتيرة القصف في الإقليم الانفصالي وأدى القصف المتبادل إلى سقوط ضحايا من الجانبين، منذرة بحرب قد تفقد فيها أوكرانيا ما تبقى من أراضي الإقليم.

ودفع أمر إجلاء 53 ألف مدني من أصل ثلاثة ملايين شخص يعيشون في المنطقة الانفصالية، إلى المغادرة نحو روسيا. كما أُعلنت حالة الطوارئ في منطقة كورسك الروسية.

ولا يخفي حاكم إقليم لوغانسك سيرغي هايداي تخوفه من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، واندلاع الحرب مجددًا.

وقال هايداي في حديث إلى "العربي": إن الأمر شبيه بما حصل في جورجيا عام 2008، حين اختلقوا الذرائع وبدأوا بعمليات إجلاء، واستفزازات متتالية، وانتهت بالاجتياح.

عمليات انتشار جديدة

ميدانيًا، أظهرت صور بالأقمار الصناعية، التقطتها شركة "ماكسار" الأميركية، عمليات انتشار ميدانية متعددة جديدة لمعدات مدرعة وقوات تخرج من مواقع عسكرية موجودة في غابات وحقول على بعد نحو 14 إلى 30 كيلومترًا من الحدود الروسية الأوكرانية.

وأشار تحليل الصور التي التُقطت الأحد، وصور أخرى التقطت في 13 فبراير/ شباط إلى نشر بعض المعدات شرق مدينة فالويكي في روسيا في حقل يبعد نحو 15 كيلومترًا شمال الحدود الأوكرانية، وشمال غرب بيلغورود (حوالي 30 كيلومترًا من الحدود مع أوكرانيا)، مع وجود كثير من المعدات والقوات المتمركزة في مناطق الغابات أو بالقرب منها".

وتحذر واشنطن منذ أسابيع من أن روسيا ستختلق حادثًا ما على الحدود الأوكرانية لتبرير غزو جارتها، وهو ما تنفيه موسكو.

ويخشى الغربيون من أن تصاعد حدة المعارك منذ أيام عدة على خط الجبهة سيشكل ذريعة لروسيا لغزو جارتها الموالية للغرب بعد أن حشدت 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية.

وتنفي موسكو أي نية لديها لغزو أوكرانيا لكنها تطالب بضمانات بينها عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي وإنهاء توسع الحلف على حدودها وهي مطالب يرفضها الغربيون حتى الآن.

مؤتمر ميونخ

وفي يومه الثالث والأخير، طغت الأزمة الأوكرانية على مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، وسط رفض موسكو المشاركة فيه.

ووضعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المجتمعين في أجواء حرب محتملة.

وقالت: إن الحرب في أوروبا "احتمال حقيقي"، ملوّحة بعقوبات على روسيا إذا أقدمت على غزو أوكرانيا.

وبينما أجمع وزراء خارجية مجموعة السبع على وحدة الصف لدعم أوكرانيا، والرد على أي انتهاك روسي لسيادتها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية إلى توخّي الحذر في مسألة نية موسكو.

بدوره، دعا وزير الخارجية الصيني إلى الالتزام باتفاقية مينسك الثانية لحلّ الأزمة.

ودعا المؤتمر إلى الجنوح نحو الحلول الدبلوماسية لوقف التصعيد شرقي أوروبا، لكنّ في الوقت نفسه، لم يستبعد فرض عقوبات في حال شنّ غزو على أوكرانيا.

هل حددت ساعة الصفر؟

من جانبه، اعتبر المحلل الأمني والإستراتيجي ناجي ملاعب أن كل الأحداث تُنبئ بأن ساعة الصفر قد حُدّدت، ويعود توقيتها إلى تطوّر الأحداث العسكرية.

وأوضح ملاعب، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن الحديث عن انسحاب القوات الروسية من بيلاروسيا يشير إلى أن القوات الروسية، في حال تم اتخاذ القرار بالغزو، لن تدخل من هذه الجهة، لكن التهديد الحقيقي يكمن في تحرّك القوات الانفصالية في إقليم دونباس الذي سيحدّد مصير المعركة، وسيناريو الحرب.

وذكر أن الرسالة الصينية إلى مؤتمر ميونخ كانت واضحة وهي إعادة تطبيق اتفاق مينسك عام 2014، وفي حال عدم تطبيق هذه الاتفاقية، فإن أبواب الدبلوماسية ستُقفل وتفتح الباب أمام الحل العسكري.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close