الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"نهاية مروعة".. احتراق أكبر طائرة شحن في العالم بالقصف الروسي

"نهاية مروعة".. احتراق أكبر طائرة شحن في العالم بالقصف الروسي

شارك القصة

كاميرا "العربي" ترصد الأجواء في كييف في اليوم الرابع من الحرب (الصورة: غيتي)
أكّدت شركة "أوكروبورونبروم" الأوكرانية أن ترميم الطائرة سيكلف ما يزيد على 3 مليارات دولار وسيستغرق وقتًا طويلًا.

كشفت شركة "أوكروبورونبروم" الأوكرانية لتصنيع الأسلحة، أمس الأحد، أنّ أكبر طائرة شحن في العالم وهي من طراز "أنتونوف 225 مريا" الأوكرانية الصنع، احترقت في هجوم روسي على مطار غوستوميل بالقرب من كييف.

وأضافت الشركة على صفحتها على فيسبوك: "دمر المحتلون الروس أسطورة الطيران الأوكراني الأكبر أنتونوف-225 مريا. حدث ذلك في مهبط أنتونوف بمطار غوستوميل بالقرب من كييف حيث كانت الطائرة تخضع لإصلاحات".

وأشارت إلى أنّ ترميم هذه الطائرة سيكلف ما يزيد على 3 مليارات دولار وسيستغرق وقتًا طويلًا، قد يصل إلى أكثر من خمس سنوات.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عبر تويتر أنّ "روسيا دمرت مريا، لكنها لن تكون قادرة على تدمير حلمنا بدولة أوروبية قوية وحرة وديمقراطية. سننتصر".

أهمية "أنتونوف 225 مريا"

أما أهمية "أنتونوف 225 مريا" فهي فرادتها كونها الأكبر في العالم، إذ يبلغ طولها 84 مترًا ويمكنها نقل ما يصل إلى حوالي 250 طنًا من البضائع بسرعة تصل إلى 850 كيلومترًا في الساعة، وأطلق عليها اسم "مريا" أي "الحلم" باللغة الأوكرانية. 

ووفق "فرانس برس"، صنعت الطائرة في البداية كجزء من برامج الطيران السوفييتي، وبعد عدة سنوات من عدم استخدامها بسبب نقص الموارد في أعقاب سقوط الاتحاد، أجريت رحلة تجريبية للنسخة الوحيدة الموجودة من الطائرة عام 2001 في غوستوميل على بعد حوالي 20 كيلومترًا من كييف.

وشغلتها إثر ذلك شركة الطيران الأوكرانية "أنتونوف إيرلاينز" لرحلات الشحن على الطلب، وقد كان الطلب عليها مرتفعًا لا سيما في بداية جائحة كوفيد-19.

نهاية مروعة لمركبة تاريخية

وتشكل هذه التقارير، نهاية مروعة لطائرة شهدت أكثر من 30 عامًا من الخدمة العالمية، إذ بحسب "السي إن إن"، كانت AN-225 في بعض الأحيان تخصص لنقل المساعدات جوًا أثناء الأزمات في البلدان الأخرى. 

وفي أعقاب زلزال هايتي عام 2010، قامت بتسليم إمدادات الإغاثة إلى جمهورية الدومينيكان المجاورة، وخلال الأيام الأولى من فيروس كورونا، تم استخدامها لنقل الإمدادات الطبية إلى المناطق المتضررة.

وحتى يومنا هذا، لا تزال Mriya أثقل طائرة تم بناؤها على الإطلاق. وتعمل بستة محركات توربينية، ويبلغ وزن حمولتها القصوى 250 طنًا، والتي يمكن تحميلها بداخلها أو على ظهرها، كما تتميز بأكبر جناحين في أي طائرة في الخدمة التشغيلية.

وتم بناء طائرة واحدة منها فقط من قبل الشركة المصممة التي تتخذ من كييف مقراً لها، والتي قامت برحلتها الأولى عام 1988 وكانت في الخدمة منذ ذلك الحين.

صنعت "مريا" لكسب حرب الفضاء

وبحسب وسائل الإعلام الأميركية، بدأت قصة "أنتونوف 225 مريا" في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عندما كان الاتحاد السوفيتي في سباق مع الولايات المتحدة إلى الفضاء.

فبحلول نهاية السبعينيات، نشأت الحاجة إلى نقل الأحمال الكبيرة والثقيلة من أماكن تجميعها إلى بايكونور كوزمودروم، وهو ميناء فضائي مترامي الأطراف في صحراء كازاخستان والذي كان نقطة انطلاق لرحلة يوري غاغارين الفضائية عام 1961.

والشحنة المعنية كانت مركبة الفضاء "بوران"، وهي رد الاتحاد السوفيتي على مكوك الفضاء التابع لناسا "سبايس شاتل" حينها. ونظرًا لعدم وجود طائرات في ذلك الوقت قادرة على حملها، صدرت أوامر لشركة "أنتونوف" بتطوير واحدة.

يذكر أن القوات الروسية زعمت يوم الجمعة الفائت، أنها استولت على مطار غوستوميل، حيث كانت الطائرة AN-225، إذ يعد هذا المطار من البنية التحتية الإستراتيجية في أوكرانيا.

في هذا السياق، رصدت كاميرا "العربي" المشهد من العاصمة كييف التي تحولت إلى مدينة أشباح مع تقدم الهجوم الروسي نحوها، بحيث غادرها معظم السكان وفرغت الشوارع تمامًا من المواطنين والصحافيين، فيما أعلنت السلطات فرض منع تجول من الساعة 5 بعد الظهر إلى الثامنة صباحًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close