بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، أعلنت مجموعة "بوينغ" الأميركية العملاقة في مجال صناعة الطائرات، أمس الثلاثاء، أنّها ستعلّق الخدمات اللوجستية التي تقدّمها لشركات الطيران الروسية (قطع الغيار والصيانة والدعم الفنّي)، كما ستوقف "عمليات رئيسية" في موسكو.
وقال متحدّث باسم بوينغ: "علّقنا عمليات رئيسية في موسكو وأغلقنا مؤقتًا مكتبنا في كييف". وأشار إلى أنّ الشركة ستعلق أيضًا "خدمات قطع الغيار والصيانة والدعم الفني لشركات الطيران الروسية".
وأضاف المتحدث: "في ظلّ استمرار الصراع، تركّز طواقمنا على ضمان سلامة زملائنا في المنطقة".
ويأتي انسحاب بوينغ من السوق الروسية في وقت أعلنت فيه وزارة النقل الأميركية وإدارة الطيران الاتحادية أنه من المقرر التفعيل الكامل لأوامر تحظر دخول واستخدام الطائرات وشركات الطيران الروسية كل المجال الجوي الأميركي بحلول نهاية يوم الأربعاء.
وهذه العقوبة الأساسية التي فرضتها الإدارة الأميركية على قطاع الطيران الروسي سبقها إليها كلّ من الاتحاد الأوروبي وكندا، وذلك ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وكانت شركة الخطوط الجوية الروسية "آيروفلوت" التي تسخدم طرازي بوينغ 737 و777 أعلنت الأسبوع الماضي أنّها ستعلّق رحلاتها إلى أوروبا بسبب الحظر الذي فرضه عليها الاتحاد الأوروبي.
"إكسون موبيل" تنسحب من روسيا
وردًا على العملية العسكرية الروسية، أعلنت مجموعة النفط الأميركية العملاقة "إكسون موبيل"، الثلاثاء، أنّها ستنسحب تدريجيًا من حقل نفطي رئيسي تديره في روسيا بالنيابة عن "كونسورتيوم"، يضمّ شركات روسية وهندية ويابانية ويُعرف باسم "مشروع سخالين-1".
وتدير "إكسون موبيل" منذ 1995 "مشروع سخالين-1" الواقع في أقصى الشرق الروسي والذي تمتلك 30% منه.
وقالت الشركة في بيان: إنه "ردًا على الأحداث الأخيرة فإنّنا نبدأ عملية وقف الأنشطة واتّخاذ خطوات للخروج التدريجي" من هذا المشروع، مؤكّدة أنّها لن تستثمر بعد الآن في مشاريع جديدة في روسيا.
We issued the following statement regarding the situation in Ukraine today. https://t.co/TVF1yL3Ga6 pic.twitter.com/d29DWVEzDz
— ExxonMobil (@exxonmobil) March 2, 2022
وتحذو المجموعة الأميركية بذلك حذو بعض منافسيها الدوليين مثل المجموعتين البريطانيتين "شل" و"بي وبي" اللتين تعتزمان أيضًا التخلّي عن حصصهما في كثير من المشاريع المشتركة مع شركات روسية.
أما شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية فاختارت من جهتها عدم مغادرة روسيا، لكنّها قرّرت عدم استثمار المزيد من الأموال في هذا البلد.
وأوضحت "إكسون موبيل" أنّ انسحابها لن يكون فوريًا، قائلة: "بصفتنا مُشغّل سخالين-1، علينا التزام ضمان سلامة الناس وحماية البيئة وسلامة العمليات".
وأضافت أنّ عملية وقف الأنشطة يجب أن "تُدار بعناية وتنسيق وثيق مع أصحاب المشاريع المشتركة لضمان تنفيذها بأمان".
ويعد "سخالين-1" المشروع الرئيسي الوحيد الذي كانت "إكسون موبيل" تعمل به في روسيا، إذ أنها انسحبت من مشاريع مع شركتين أخريين بعد فرض عقوبات على روسيا في 2014.
عملاق النفط الإيطالي يعتزم الانسحاب
وعلى خطى "إكسون موبيل"، تعتزم المجموعة النفطية الإيطالية العملاقة "إيني" بيع حصتها البالغة 50% في خط أنابيب الغاز "بلو ستريم"، الذي تسيطر عليه بالتساوي مع شركة "غازبروم" الروسية العملاقة، بحسب ما أعلن متحدث باسم الشركة مساء الثلاثاء.
وقال المتحدّث: إنّ "إيني تعتزم بيع حصّتها" في خط أنابيب الغاز "بلو ستريم" الذي يربط روسيا بتركيا عبر البحر الأسود.
وأكّد المتحدّث أنّ "وجود إيني الحالي في روسيا هامشي"، موضحًا أنّ "المشاريع المشتركة القائمة" مع شركة روسنفت الروسية العملاقة شبه العامة و"المرتبطة بتراخيص تنقيب في منطقة القطب الشمالي، قد تمّ تجميدها منذ سنوات، خصوصًا بسبب عقوبات دولية مفروضة منذ 2014".
وتبلغ حصة إيني في مشاريعها المشتركة مع روسنفت 33%.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.