أسعار النحاس "تحلّق" على وقع حرب أوكرانيا.. ماذا عن التداعيات؟

يُعانق النحاس، المعدن الصناعي البارز، أعلى قمم أسعاره على الإطلاق، ذلك لأن إمداداته من روسيا التي تُعد ثامن أكبر مصدّريه في العالم مرشحة للتضاؤل.

ومنذ بدء موسكو هجومها على أوكرانيا، لا تقتصر آثار العملية العسكرية على حدود البلدين؛  ويُرتقب أن تشمل أيضًا الشركات الصناعية في أرجاء العالم.

فقد حلّقت أسعار النحاس شاهقًا وصولًا إلى 5 دولارات للرطل الإنكليزي، الأمر الذي يعني أن هذه الشركات ستضطر إلى رفع أسعار منتجاتها بما يفضي إلى تأجيج معدلات التضخم في أركان المعمورة.

وحيث أن ثمن الوقود الذي يشغّل المصانع والسفن يتصاعد، فإن ذلك من شأنه أن يفضي أيضًا إلى ارتفاع فاتورة تطويع المعدن وشحنه عبر البحار.

وكان انخفاض إمدادات التشيلي، التي تُعتبر أبرز مصدّر للنحاس، قد ساهم في تغذية أسعار هذا المعدن. 

غير أن التطورات العسكرية التي يشهدها شرق أوروبا كانت لها اليد الطولى في دفع النحاس نحو أعلى مستوياته التاريخية، إذ قفزت أثمانه بنسبة 8.5% منذ بدء الهجوم الروسي.

أضرار جانبية 

وتوفر موسكو 4% من الإنتاج العالمي من النحاس. وإن كانت تداعيات أسعاره الملتهبة تصبّ في صالحها، إلا أن الأضرار الجانبية ستتحملها أكبر الدول المستوردة له: الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

وتطوّع هذه البلدان الآسيوية النحاس لتدخله في صناعة منتجات أصابها الغلاء، الذي يستنزف قدرات المستهلك النهائي.

إلى ذلك، يرتسم اضطراب الأزمة في أوكرانيا على لوحات تسعير مواد الطاقة في أوروبا وبريطانيا. فسعر الغاز الطبيعي بلغ مستوى قياسيًا أمس الإثنين لمجرد أن أفصحت الولايات المتحدة عن إمكانية مناقشة فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي الذي يغذي القارة الأوروبية جرّاء الوضع في أوكرانيا.

كما ارتفع السعر المرجعي للغاز "تي. تي. أف" الهولندي بأكثر من 60%، واقترب سعر خام برنت بحر الشمال من 140 دولارًا للبرميل، وبات في طريقه لتسجيل أعلى سعر له منذ 14 عامًا. 

وبينما شهدت أسعار النفط الخام هبوطًا تصحيحيًا منذ منتصف جلسة أمس الإثنين، استأنفت ارتفاعها في التعاملات الصباحية اليوم الثلاثاء.