الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

معضلة الوصول للسلع الأساسية.. عملاق معادن روسي أكبر من أن يعاقب

معضلة الوصول للسلع الأساسية.. عملاق معادن روسي أكبر من أن يعاقب

شارك القصة

ناقش الباحث في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير تأثير العقوبات الاقتصادية على روسيا في الاقتصاد الأوروبي (الصورة: غيتي)
استثنت العقوبات الغربية على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى حد كبير حتى الآن الشركات الروسية التي تزوّد الغرب بالنفط والغاز وسلع أساسية أخرى.

حرصت الدول الغربية على استهداف بعض الشركات والأفراد من "الأوليغارشية" الروس بعقوبات صارمة، ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.

لكنّ العقوبات استثنت حتى الآن، عملاق المعادن الروسي نوريلسك نيكل وشركته "أم أم سي نوريلسك نيكل"، مما يُبرز المعضلة التي يقول بعض المُحلّلين إن الحكومات الغربية تُواجهها في سعيها لمعاقبة روسيا دون الإضرار بوصولها إلى السلع الأساسية.

وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الشركة تُعتبر أكبر مورد للنيكل والبلاديوم في العالم، وهما معدنان أساسيان لبطاريات السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات.

فمن قاعدتها في مدينة نوريلسك في القطب الشمالي، تُنتج هذه الشركة حوالي 5% من الإنتاج العالمي السنوي للنيكل، وهو مكون رئيسي لبطاريات السيارات الكهربائية، وحوالي 40% من البلاديوم الذي يستخدم في المحولات الحفازة وأشباه الموصلات.

كما تنتج الشركة، المعروفة أيضًا باسم "نورنيكل"، معادن انتقال الطاقة مثل الكوبالت والنحاس.

تنويع الإمدادات

ومنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، قفز سعر البلاديوم بنسبة 57%، وسط مخاوف من أن العقوبات الغربية أو الصعوبات اللوجستية الناجمة عن الصراع قد تخنق الإمدادات.

ورغم ارتفاع أسعار المعادن، انخفض سعر سهم شركة "نورنيكل"، بنسبة 17% حتى الآن هذا العام، على غرار أسعار شركات السلع الأساسية الروسية الأخرى.

وذكرت الصحيفة أن عددًا من الشركات الغربية تقول إنها تتطلع إلى تنويع إمداداتها بعيدًا عن "نورنيكل"، ما يعكس الاتجاه السائد بالنسبة للعديد من السلع، بما في ذلك النفط والصلب، حيث يبتعد المستوردون الغربيون عن المورّدين الروس وسط مخاوف من تعرضهم للعقوبات أو لصعوبة إخراج المنتجات من البلاد.

وقال متحدث باسم الشركة للصحيفة إنهم ملتزمون بالوفاء بالتزاماتهم تجاه العملاء والشركاء والموظفين.

واستثنت العقوبات الغربية إلى حد كبير حتى الآن الشركات التي تزوّد الغرب بالنفط والغاز وسلع أساسية أخرى.

اضطراب عالمي

ويتمتع عدد قليل من الشركات بدور محوري في أسواق السلع الكبيرة، خاصة بالنسبة للبلاديوم.

وفي هذا الإطار، قالت غابرييل راندلشوفر، العضوة المنتدبة لجمعية مجموعة البلاتين الدولية للمعادن، وهي مجموعة تجارية تضم في عضويتها مشترين وموردي البلاديوم للصحيفة: "إذا فُرضت العقوبات ولم نتمكن من الوصول إلى هذا البلاديوم، نتوقع حدوث اضطراب عالمي".

وأضافت: "في الوقت الحالي، تبحث جميع الشركات عن من يمدها بهذا المعدن".

من بين الشركات التي تبحث عن إمدادات بديلة، شركة "أوتوكومبو أويج" (Outokumpu Oyj)، إحدى أكبر مصنّعي الفولاذ المقاوم للصدأ في العالم.

وقالت الشركة الفنلندية إن أكثر من 6% من معدن النيكل الذي تستخدمه يأتي من شركة "نورنيكل"، والباقي يأتي من الفولاذ المعاد تدويره.

وأوضحت متحدثة باسم الشركة الفنلندية، أنه بالنظر إلى الوضع في أوكرانيا "فإننا نبحث عن بدائل للإمداد الروسي بالنيكل".

من جهتها، أعلنت شركة "بي إيه اس اف أس إي" (BASF SE) الألمانية أنها ستلتزم بالعقود الحالية مع "نور نيكل"، لكنها لن تتابع أي عمل جديد مع الشركة الروسية التي وصفتها بأنها "مورد مهم للنيكل والكوبالت، ومصدر للبلاديوم والبلاتين لصناعاتها".

زلزال في صناعة الصلب

ويوم الجمعة، تلقّى المدير التنفيذي لإنتاج الصلب البريطاني بيتر ديفيز رسالة بريد إلكتروني من مصنع بولندي للصلب، يقول إنه غير قادر على شراء النيكل وسط مشاكل تتعلق بالصراع في أوكرانيا، متوقّعًا حدوث زلزال في صناعة الصلب".

وأشارت الصحيفة إلى أنه يُمكن الشعور بصدى هذه المخاوف في الصناعات التي تعتمد عادةً على السلع الأساسية الروسية.

وقال تجار ومسؤولون تنفيذيون في قطاع النفط إن شركات التكرير امتنعت عن شراء النفط الروسي، وتخطّط لاستبداله بخام من شمال أوروبا.

وكشف شخص مطلع للصحيفة أن شركة "سيفيرستال باو" (Severstal PAO)، إحدى أكبر شركات الصلب في روسيا، كافحت لبيع الفولاذ مع بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأضاف أن المشترين قلقون من العقوبات، خاصة مع فرض عقوبات على مالك أغلبية الأسهم أليكسي مورداشوف الإثنين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات