عبرت أوكرانيا عن أسفها لعدم إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار في البلاد، فيما أبدت روسيا استعدادها لمواصلة المفاوضات مع كييف.
جاء ذلك فيما يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ15 على التوالي، فيما عُقد اليوم الخميس في أنطاليا بجنوب تركيا أول اجتماع رفيع المستوى بين وزيري الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا والروسي سيرغي لافروف.
"لا تقدم بشأن وقف لإطلاق النار"
وفي التفاصيل، عبّر وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا عن أسفه لعدم إحراز تقدم بشأن وقف لإطلاق النار، وقال للصحافيين في أعقاب اجتماعه مع نظيره الروسي: "تحدثنا عن وقف لإطلاق النار ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه".
لكنه أضاف أنه قرر مع وزير الخارجية الروسي "مواصلة محادثاتهما بهذه الصيغة".
وأوضح كوليبا أن نظيره الروسي سيرغي لافروف أكد له أن روسيا "ستواصل عدوانها حتى نقبل مطلبهم بالاستسلام".
وأضاف أن "أوكرانيا لم ولن تستسلم"، مؤكدًا أنها ستدافع "بإخلاص وتضحية عن أراضينا وشعبنا في مواجهة العدوان الروسي" طالما "لا توجد قرارات دبلوماسية".
وأشار إلى الاتفاق على "مواصلة الجهود لإيجاد حل إنساني على الأرض".
وكان كوليبا أكد في تسجيل فيديو وضعه على صفحته على فيسبوك، الأربعاء، أنه سيفعل ما بوسعه لتكون "المحادثات فعّالة قدر الإمكان"، لكنه أوضح أن "توقعاته محدودة". وقال: "ليس لدي آمال كبيرة لكنني أقصى حد ممكن" من الجهود "للحصول على أقصى حد ممكن".
وأضاف: إنّ "كل شيء سيكون مرهونًا بالتعليمات التي يتلقاها لافروف قبل هذه المحادثات".
هل يلتقي بوتين وزيلينسكي؟
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده مستعدة لمواصلة المفاوضات مع أوكرانيا في إطار الصيغة الحالية في بيلاروسيا.
وقال لافروف: إنّ "اجتماع اليوم أكد أن الصيغة الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا لا بديل لها". لكن لافروف أكد أن اجتماعًا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليس مدرجًا على جدول الأعمال حاليًا.
وأضاف: "أكدنا أن الرئيس بوتين لا يرفض لقاء الرئيس زيلينسكي. ستظهر على الأرجح ضرورة كهذه، كما آمل، يومًا ما إذا تم التفاوض على اتفاق مسبقًا. لكن من أجل ذلك هناك حاجة إلى عمل تحضيري".
لكن منذ بدء الهجوم العسكري، عُقدت ثلاثة اجتماعات روسية أوكرانية في بيلاروسيا بهدف إقامة ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من المدن الأوكرانية التي حاصرها الجيش الروسي.
وفي هذا الإطار، قال لافروف: "أكدنا أن مبادرة الجانب الروسي بشأن الفتح اليومي للممرات الإنسانية لا تزال سارية"، مشيرًا إلى أن مسارها سيحدده "من يسيطر على الوضع على الأرض".
وأكد أن روسيا "لم تهاجم أوكرانيا" بل ردت على "التهديدات المباشرة ضد أمنها"، وأصرّ مرة أخرى على ضرورة تجريد كييف من السلاح وضمان حيادها.
وأنطاليا هي أول وجهة يذهب إليها لافروف خارج روسيا التي تُفرض عليها عزلة متزايدة بسبب العقوبات الغربية التي تستهدفها منذ بدء الحرب.
"أمر خطير"
وخلال الاجتماع، لفت وزير الخارجية الروسي إلى أن تسليم شحنات أسلحة غربية لأوكرانيا التي تقاتل هجوم الجيش الروسي "أمر خطير".
وقال لافروف للصحافيين: إن "الذين يغرقون أوكرانيا بالأسلحة يجب أن يدركوا بالتأكيد أنهم سيتحملون مسؤولية أفعالهم"، مدينًا خصوصًا تسليم شحنات صواريخ أرض-جو محمولة على الكتف اعتبر استخدامها مخالفًا "للطيران المدني". كما أدان تجنيد "مرتزقة" أجانب.
وأكد أن "هذه الدول تخلق خطرًا هائلًا، بما في ذلك على نفسها".
وتابع لافروف: "إلى أين تتجه هذه الآلاف من أنظمة الصواريخ؟، هذا سؤال نطرحه على زملائنا في الاتحاد الأوروبي"، لكنه لم يهدد بالانتقام من الدول الغربية التي تسلم أسلحة لأوكرانيا.
وفي سياق آخر، برر لافروف قصف مستشفى للتوليد في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، قائلًا: إن المبنى كان قاعدة لكتيبة قومية.
وقال لافروف: إن "كتيبة آزوف ومتطرفين آخرين استولوا على جناح التوليد هذا منذ فترة طويلة وتم طرد جميع النساء أثناء الولادة وجميع الممرضات وجميع موظفي الدعم".
وخلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: إن الاجتماع بين وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا في تركيا كان متحضرًا رغم كل الصعوبات، لافتًا إلى أن أهم نتيجة للمحادثات كانت الاتصال بين الجانبين.
وشدد الوزير التركي على أن هناك حاجة لممر إنساني من مدينة ماريوبول الأوكرانية ووقف إطلاق نار مستدام.
والأسبوع الماضي، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خطوط الدفاع صامدة في وجه الهجوم الروسي.
وقال زيلينسكي: "ليس لدينا ما نخسره سوى حريتنا"، مضيفًا أن أوكرانيا تتلقى إمدادات أسلحة يوميًا من حلفائها الدوليين.