جدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، الذي تتعرض بلاده لهجوم عسكري من قبل روسيا منذ 32 يومًا، تأكيده أن قضية "حياد" كييف، التي تشكل أحد البنود المركزية في المفاوضات مع موسكو لإنهاء النزاع، يجري دراستها "بعمق".
وقال زيلينسكي في مقابلة مع وسائل إعلام روسية أجريت عبر الإنترنت وبثت عبر قناة تلغرام للإدارة الرئاسية الأوكرانية، إن أحد بنود المفاوضات يتناول "الضمانات الأمنية والحياد".
وأضاف: "نحن مستعدون للقبول به، هذا البند في المفاوضات قيد النقاش، يتم درسه بعمق".
واستدرك قائلًا: "لكنني لا أريد أن يكون وثيقة على طريقة اتفاقات بودابست"، في إشارة إلى اتفاقات وقعتها روسيا العام 1994 تضمن وحدة أراضي وأمن ثلاث جمهوريات سوفياتية سابقة بينها أوكرانيا، في مقابل التخلي عن الأسلحة النووية الموروثة من الاتحاد السوفيتي.
ونوه إلى أن بلاده كانت تناقش استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا خلال المحادثات مع روسيا، لكنها رفضت مناقشة مطالب روسية أخرى مثل نزع سلاح أوكرانيا.
وأكد زيلينسكي أن الاتفاق بين الجانبين "يجب أن تصادق عليه برلمانات الدول الضامنة"، مكررًا أنه سيتم إخضاعه لاستفتاء.
ولفت الرئيس الأوكراني الذي لطالما ظهر بلباس الحرب منذ بدء الهجوم فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، إلى إنه يمكن إنهاء الحرب سريعًا، وأردف قائلًا: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفريقه هم من يماطلون".
ومضى يقول: "علينا أن نتفق مع رئيس روسيا الاتحادية. ولكن من أجل الاتفاق، يجب أن يخرج من حيث هو ويأتي للقائي".
جولة مفاوضات جديدة في إسطنبول
ويأتي كلام الرئيس الأوكراني، في ظل ترقب جولة مفاوضات جديدة مباشرة بين بلاده وروسيا، في مدينة إسطنبول التركية، وذلك اعتبارًا من غد الإثنين، في إطار جولة مفاوضات مباشرة جديدة، بعدما دخلت الحرب شهرها الثاني.
وكتب أحد المفاوضين الاوكرانيين دافيد أراخاميا اليوم الأحد، على صفحته على فيسبوك: "خلال المباحثات اليوم عبر تقنية الفيديو، اتخذ قرار بعقد الجولة المباشرة المقبلة في تركيا بين 28 و30 مارس/ آذار".
وكان زيلينسكي يتحدث في مقابلة أجريت عبر الفيديو واستمرت أكثر من ساعة ونصف ساعة مع صحافيين من قناة دوجد الروسية المعارضة ومن موقع ميدوزا المستقل، وهما محظوران في روسيا، إضافة إلى صحيفة كومرسانت.
وفي روسيا، طلبت هيئة الإشراف على وسائل الإعلام في بيان من وسائل الإعلام الروسية عدم نشر هذه المقابلة لافتة إلى أن تحقيقًا فتح بحق من شاركوا في إجرائها.
وحذرت بشكل مسبق السلطات الروسية، وسائل الإعلام الروسية من مغبة نشر المقابلة، وتحدث زيلينسكي خلال المقابلة باللغة الروسية.
وأضاف زيلينسكي أن الهجوم الروسي تسبب بدمار لمدن يقطنها سكان يتحدثون الروسية في أوكرانيا، معتبرًا أن هذا الضرر يفوق ما حدث في حروب روسيا في الشيشان، وفق قوله.
بدوره، أعلن ميدينكسي، الجمعة الماضية، أن المفاوضات في ما يتعلق بالنقاط الثانوية تتلاقى، ولكن بالنسبة إلى النقاط الرئيسة فإنها في الحقيقة تراوح مكانها.
ولفت إلى أن بلاده تشدّد على توقيع "اتفاق مفصل" يأخذ شروط الحياد ونزع السلاح و"اجتثاث النازية" من أوكرانيا في الاعتبار، إضافة إلى الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم واستقلال "الجمهوريتين" الانفصاليتين المواليتين لموسكو في منطقة دونباس.
دعوات لوقف الحرب
وإلى الآن يسعى الغرب إلى حث موسكو إلى وقف الحرب، إذ دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في مؤتمر حواري في الدوحة، اليوم الأحد، إلى مواصلة التحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى يدرك "الثمن المرتفع جدًا" للهجوم على أوكرانيا ويقبل بالتفاوض، مشدّدًا في الوقت ذاته على أن الحوار يجب أن يكون "خاليًا من السذاجة وحازمًا".
ومن المتوقع أن يجري الرئيس ماكرون، محادثة مع بوتين غدًا الإثنين أو بعد غد الثلاثاء، لتنظيم عملية إجلاء لسكان مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل الجيش الروسي، والواقعة في جنوب شرق أوكرانيا والتي تتعرض لقصف منذ أسابيع.
إنسانيًا، أعلنت منظمة الأمم المتحدة السبت مقتل 1104 مدنيين على الأقل في أوكرانيا جراء الحرب التي شنتها روسيا، وارتفاع عدد اللاجئين للدول المجاورة إلى 3.7 ملايين شخص.
