استطاعت عشرات النساء في السودان أن يحققن إنجازًا ويصبحن رائدات أعمال مستقلات ماديًا ومفيدات مجتمعيًا في ظل ظروف طاحنة اقتصاديًا من خلال مبادرة "رائدات فيد" التي جعلت الصعب ممكنًا.
وأبرزه هؤلاء، الشابة آية ذات التسعة والعشرين عامًا التي أصبحت مصدر إلهام في مجتمعها عبر التواصل مع محيطها، بحيث لم تكن الإعاقة منذ سنوات عمرها الأولى حاجزًا أمام طموحها في أن تصبح من أكثر النساء إلهامًا.
إذ إن لهفة آية عبد العظيم همت للتعلم رغم عدم ارتيادها للمدرسة في سن مبكّرة، ساهمت في تجاوزها لأقرانها من الأصحاء جسديًا وذهنيًا، بعد أن قررت أن تتعلم الكتابة والقراءة ذاتيًا عن طريق الاستماع والملاحظة كي تتمكن من التواصل مع عائلتها والآخرين.
"رائدات فيد"
فقد تمكنت آية التي هي أيضًا رسامة تشكيلية، بدعم من عائلتها، في أن تكون جزءًا من مشروع "رائدات" الذي يهدف إلى خلق هوية بصرية لذوي الاحتياجات الخاصة عبر دمجهم في المجتمع بصورة إيجابية.
وتضم "رائدات فيد" نساء يسهمن في تقديم العون وتسعى للتأكيد على أهمية وجود نساء منتجات في السودان، حيث تم إنشاء مركز للاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى قسم يؤهل الأمهات لمعرفة كيفية التعامل مع أبنائهن من هذه الفئة.
وبدأت فكرة هذا المشروع قبل 3 سنوات، واليوم ذاع صيته بين النساء السودانيات وأصبحت العشرات منهن ضمنه، جامعًا تحت مظلته أكثر من 25 مشروعًا متفرعًا.
بدورها، تشرح آمنة بخات مديرة ومؤسسة "رائدات فيد" أن هذه المبادرة تضم عددًا كبيرًا من الأنشطة وتهدف إلى إحراز استفادة في المجتمع.
مردفةً: "التحدي الأساسي كان كيف نستطيع أن نجعل المرأة منتجة؟ فبدأنا بتدريب النساء والعمل مع المؤسسات لإدماجهن لتمكين وتأهيل كافة أطراف المجتمع المدني والريفي".
تأثير هذه المبادرات على المجتمع السوداني
من جهة ثانية، تعد مثل هذه المبادرات المجتمعية صحية ومفيدة جدًا للسودانيين، ولا سيما وأن البلاد تعاني من ضغوطات اقتصادية ساهمت في تفكيك المجتمع، الأمر الذي أثّر سلبًا على قدرة تأهيل أطفال أصحاء في المجتمع.
ففي رأي المراقبين، سيسهم اتجاه المرأة في السودان إلى الإنتاج والكسب الذاتي ووجود عدد من المبادرات لدعمها، في بناء مجتمع متوازنٍ نفسيًا ومتعافٍ اقتصاديًا.
وهذا ما أكّدته الدكتورة معارج عبد اللطيف اختصاصية علم الاجتماع، التي أكّدت أن الدراسات الأخيرة تثبت وجود تغيير كبير بتوجهات النساء السودانيات الأمر الذي انعكس تغييرًا إيجابيًا في المجتمع ككل.
وأضافت: "أثرت النساء مؤخرًا على الاقتصاد والسياسية ومختلف القطاعات وتغيرت نظرات كثيرة في المجتمع السوداني.. لذلك يجب زيادة مثل هذه المبادرات لأن عملها له أثر ودور حقيقي".
