الأربعاء 30 أكتوبر / October 2024

هدم خيام ومصادرة خضار.. الاحتلال يضيّق على المزارعين الفلسطينيين في الأغوار

هدم خيام ومصادرة خضار.. الاحتلال يضيّق على المزارعين الفلسطينيين في الأغوار

شارك القصة

نافذة عبر "العربي" حول التضييق الذي يمارسه الاحتلال ضد المزارعين الفلسطينيين في الأغوار (الصورة: غيتي)
يمنع الاحتلال المزارعين الفلسطينيين من بناء سوق في الأغوار، ومن بيع منتجاتهم داخل خيام على أطراف الحقول. وقد قام بهدم بسطات بنوها لعرض الخضروات، وبمصادرة بضاعتهم أكثر من مرة.

تُعتبر الأغوار سلّة الغذاء للضفة الغربية، ولم يبقَ من أرضها إلا القليل يزرعه الفلسطينيون، فيما يحاربهم الاحتلال عند تسويق المحاصيل لدفعهم إلى الرحيل.

فالاحتلال الإسرائيلي يمنع المزارعين الفلسطينيين من بناء سوق في المنطقة، ومن بيع منتجاتهم داخل خيام على أطراف الحقول. وقد قام بهدم "بسطات" الشوارع التي بنوها لعرض الخضروات، وبمصادرة بضاعتهم أكثر من مرة.

تلك البسطات التي توصف بملاذ المزارعين الوحيد، هي عبارة عن خيم من الخيش والنايلون، تُعرض فيها الخضروات لبيعها لعابري الطريق.

ويقول المزارع وبائع الخضروات شادي فقها: "تلقينا إخطارين حتى الآن، وتم الهدم هنا مرتين".

"أسلوب عصابات"

بدوره، يحتفظ بائع الخضار حذيفة صوافطة على هاتفه بصور هدم قوات الاحتلال لخيمته، التي سرعان ما أعاد بناءها بعد ساعات.

وعندما حضرت تلك القوات وسوّت الخيمة أرضًا، صادرت الخضروات، وهدّدت الشاب بالهدم مرة أخرى.

ويؤكد حذيفة أن "لا مصدر دخل لنا سوى هذه البسطة، التي نعتاش منها، ومع ذلك يقومون بهدمها، من دون إخطار حتى، حيث يعرّجون خلال مرورهم من هنا، فيأخذون الخضروات ويكملون طريقهم".

ويردف: "بات الأمر أسلوب عصابات، مفاده: لا نريد بقاءك هنا نهائيًا".

ويقوم مجلس المستوطنات في الأغوار بهدم ملاذ المزارعين، بعدما جرت العادة على أن تقرّر الإدارة المدنية الإسرائيلية الهدم.

ويشدد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، على أن الخطير في الموضوع هو أن ما يُسمى بمجلس المستوطنات هو من يقوم بإعطاء الإخطارات وبتنفيذ عمليات هدم هذه البسطات التي هدمت أكثر من مرة.

"تصاعد التضييق على الفلسطينيين"

من ناحيته، يشير مدير عام دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الاستيطان عبد الله أبو رحمة، إلى أن مسلسل التضييق على المواطن الفلسطيني بدأ منذ بداية الاحتلال، لكنه يتصاعد شيئًا فشيئًا، ليصل إلى الدرجة التي يحاربون فيها لقمة عيش المزارع الفلسطيني.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من رام الله: من الواضح أن هناك استهدافًا للأرض الفلسطينية في الأغوار، التي تُعد سلة الغذاء الفلسطينية، وأراض خصبة غنية بالمياه الجوفية، ويُستخدم جزء كبير منها كمراع".

ويردف: "من خلال هذه السياسة، يريدون بالتالي إجبار المواطن الفلسطيني على ترك تلك المناطق، فيأتون مرة بالهدم المتكرر للمنشآت والمنازل وحظائر الأغنام، ومرة أخرى بأن هذه مناطق ومحميات طبيعية يجب عدم الرعي فيها، إضافة إلى ذلك يُمنع تشييد بناء من الإسمنت وإنشاء أسواق لهذه المنطقة الزراعية".

ويؤكد أن الهدف واضح وهو أنهم يريدون هذه الأراضي فارغة من أصحابها ومالكيها الفلسطينيين، ليتم السيطرة عليها.

ويضيف: "في المقابل، ما نشهده هو عملية توسّع استيطاني، حيث يزداد عدد البؤر الرعوية، والتي هي نواة لبناء مستوطنات".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close