شهدت مدينة جرش الأثرية في الأردن أعمالًا تخريبية خلال الساعات الماضية، حيث تم تشويه أعمدة في المعلم السياحي الشهير الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة في المملكة.
فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا تظهر أعمدة في موقع جرش الأثري مشوهة قيل إن شخصًا مجهول الهوية قام بالكتابة عليها باستخدام علبة طلاء رشاشة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
وعبّر النشطاء الأردنيون عن سخطهم الشديد إزاء التشويه المتعمد لأحد أهم المواقع الأثرية في بلد يعتمد ناتجه المحلي بشكل مباشر على القطاع السياحي، وطالبوا الشرطة السياحية والسلطات بكشف الفاعلين ومعاقبتهم.
كُتب عليها بواسطة الطلاء.. تشويه أعمدة أثرية في جرش يثير موجة غضب واسعة بـ #الأردن والسلطات تفتح تحقيقاً في الواقعة pic.twitter.com/Tslsrsp3JD
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 8, 2022
بدورها، أعلنت السلطات الأردنية أنها فتحت تحقيقًا في الواقعة، حيث قال مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة لوسائل الإعلام المحلية إن المديرية تتابع منذ صباح اليوم السبت، حادثة الاعتداء على أحد أعمدة مدينة جرش الأثرية.
وأضاف أن هذا الفعل من شأنه إفساد ما تم إنجازه خلال الفترة السابقة، في الوقت الذي تسعى المملكة إلى جذب المزيد من السياح.
وبعد الإغلاقات والإجراءات الوقائية التي مر فيها العالم بسبب كورونا تراجعت الحركة السياحية في الأردن، قبل أن تعود مؤخرًا لتنهض من كبوة الجائحة، فيما تحتل جرش المركز الثاني بعد البتراء في قائمة أكثر الأماكن زيارة في الأردن.
في هذا السياق، يستهدف الأردن هذا العام الوصول إلى أكثر من 4 مليارات دولار من العائدات السياحية، والتي لا يمكن تحقيقها من دون المساهمة البارزة من البتراء وجرش.
ويسهم قطاع السياحة في المملكة بما بين 12 إلى 14% من إجمالي الناتج الداخلي، ويعتمد اقتصاد المملكة البالغ عدد سكانها نحو عشرة ملايين وتغطي الصحراء نحو 90% من أراضيها، إلى حد كبير على السياحة.
فقبل تفشي جائحة كورونا، كان يزور الأردن نحو خمسة ملايين سائح سنويًا. ووصل إلى سبعة ملايين خلال عام 2008 مقارنة مع نحو مليون سائح عام 1999.
بدورها، استقبلت مدينة البتراء الأردنية أكثر من 148 ألف زائر في الثلث الأول من العام الحالي، بنمو نسبته 770% على أساس سنوي، فيما تشهد محافظة جرش حركة سياحية نشطة عربية وأجنبية وتحديدًا منذ عيد الفطر.