التحقت مراسلة قناة "الجزيرة" الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة صباح اليوم الأربعاء بقافلة شهداء فلسطين، بعدما استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي برصاصة قاتلة في الرأس، فيما أُصيب زميلها علي السمودي برصاصة في الظهر.
وبذلك، انضم اسم شيرين أبو عاقلة إلى لائحة الصحافيين الشهداء، الذين أسكتتهم الآلة الإسرائيلية فيما كانت تُمعن في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
وتعد شيرين أبو عاقلة من الرعيل الأول لمراسلي قناة الجزيرة، حيث التحقت بها بعد مرور عام على انطلاقها.
وقبل أن تنضم إلى فريق شبكة "الجزيرة" الإعلامية عام 1997، عملت أبو عاقلة في مواقع عدة من بينها وكالة الأونروا وإذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية ومؤسسة المفتاح وإذاعة مونت كارلو.
إسرائيل وسياسة إخراس الصحافة
وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، قد أشار في تقرير نشره في اليوم العالمي لحرية الصحافة في وقت سابق من شهر مايو/ أيار الجاري، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال بانقضاء الربع الأول من عام 2022، يمتهن وبلا رادع سياسة إخراس الصحافة في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عقود، سعيًا منه للاستفراد بالضحية وتغييب الحقيقة.
اللحظات الأولى لاستشهاد مراسلة قناة الجزيرة #شيرين_أبو_عاقلة، برصاصة مباشرة في الرأس أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحام #جنين 👇 pic.twitter.com/Kit85F7qlM
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 11, 2022
وأفاد المركز بأنه رصد خلال العام الأخير 150 اعتداءً على الصحافيين والطواقم الإعلامية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشرح أن تلك الاعتداءات شملت: جرائم إطلاق نار، أدت في إحداها إلى قتل صحافي، وإصابة 40 آخرين، واعتداءات جسدية، بما في ذلك الضرب والدفع، وبلغت 35 حالة.
كما تحدث عن 28 حالة احتجاز واعتقال صحافيين في فلسطين، وتدمير 23 مكتب صحافي جراء القصف، و20 حالة إبعاد ومنع من التغطية الصحافية، واستمرار منع طباعة صحيفتين في الضفة، وحالة إغلاق مطبعة.
لائحة طويلة من الشهداء
وتطول لائحة شهداء الصحافة الفلسطينية، الذين اغتالتهم قوات الاحتلال، خلال تأديتهم لمهمتهم الإعلامية على الأراضي المحتلة أو خلال الحروب التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة.
وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، سجل العقد الأخير استشهاد 22 صحافيًا، هم: حسام سلامة، ومحمود الكومي، ومحمد أبو عيشة، وحامد شهاب، ونجلاء الحاج، وخالد حمد، وعبدالرحمن أبو هين، وبهاء الغريب، وعزت ضهير، وعاهد زقوت، وسامح العريان.
ومن الشهداء أيضًا: رامي ريان، ومحمد الديري، ومحمد ضاهر، وعبدالله فحجان، وشادي عياد، وحمادة مقاط، والإيطالية سيمونه كاميللي، وعلي أبو عفش، وعبدالله مرتجى، وأحمد أبو حسين، وشيرين أبو عاقلة. وقد شهد عام 2014 وحده استشهاد 17 منهم.
وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو من العام الماضي، استشهد الصحافي الزميل يوسف أبو حسين في غارة على منزله في حي الشيخ رضوان.
انتهاك صارخ للقانون
وعلى أثر استشهاد شيرين أبو عاقلة، حذرت لجنة دعم الصحفيين (JSC) من تمادي الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته واستهدافه للصحافيين ووسائل الإعلام في جنين.
وأشارت إلى أن استهداف الاحتلال الاسرائيلي للصحافيين بالرصاص الحي خلال تغطية أحداث جنين صباح اليوم رفع عدد ضحايا الأسرة الصحافية منذ عام 2000 إلى 48 ضحية.
وقالت: إن الاحتلال استهدف منذ بداية العام الحالي أكثر من 66 صحافيًا؛ تنوعت إصاباتهم بالرصاص الحي والمطاط وقنابل الغاز السام في محاولة لاغتيال الحقيقة.
وشددت على أن استهداف الصحافيين ووسائل الاعلام يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يصنفهم أعيانًا مدنية ويجرم الاعتداء عليهم، ولمبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وجددت مطالبتها للمنظمات الدولية والحقوقية، وفي مقدمها اليونيسكو والاتحاد الدولي للصحفيين، لضرورة التحرك الفوري والعاجل للضغط على سلطات الإحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها لحقوق الصحفيين والإعلاميين في فلسطين ولتأمين الحماية اللازمة للصحفيين ومقار وسائل الإعلام".
وشددت على أن هذه الاعتداءات تهدف لفرض التعتيم الإعلامي وحرمان الأفراد من حق الوصول إلى المعلومات من مصادرها ومتابعة الأحداث.
كما طالبت الجهات المعنية، ولا سيما المحكمة الجنائية الدولية واليونيسكو، بتحقيقات سريعة وشفافة في الجرائم والاعتداءات المرتكبة بحق الصحفيين؛ عملًا بمبدأ إنهاء حالات الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين.