دعت مجموعة منظمات إغاثية تنشط في اليمن، اليوم الثلاثاء، أطراف النزاع إلى تمديد الهدنة الحالية التي جمدت الحرب ولو قليلًا منذ أبريل/ نيسان الماضي وتنتهي الخميس.
فقد أصدرت المنظمات التي يتخطى عددها الـ 30 ومن بينها "المجلس النرويجي للاجئين"، بيانًا جاء فيه: "نحثكم على تمديد اتفاق الهدنة والمضي قدمًا لإضافة مكاسب على تلك التي تم تحقيقها خلال الشهرين الماضيين والعمل من أجل السلام لليمنيين".
وتابع البيان: "رأينا الآثار الإنسانية الإيجابية للهدنة، ففي الشهر الأول منها فقط انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50%، ونظرًا إلى الدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".
يضم المجلس النرويجي صوته اليوم، مع عشرات المنظمات الأخرى العاملة في اليمن، لمطالبة الأطراف تمديد اتفاق الهدنة. الشعب اليمني يستحق حياة أفضل. pic.twitter.com/BtPOiJEPD1
— NRC Arabic (@NRC_Arabic) May 31, 2022
"العائلات اليمنية تعبت"
وتمّ التوصل إلى الهدنة في اليمن، برعاية الأمم المتحدة في الثاني من أبريل الماضي، وشملت السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين، والمفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.
وخلال الشهرين المنصرمين، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق الهدنة، إلا أن الاتفاق نجح إلى حد ما في خفض مستويات العنف بالبلاد.
وأردفت المنظمات الإغاثية في بيانها متوجهة إلى أطراف الحرب: "لا تدعوا شهر يونيو/ حزيران أن يكون هو الشهر الذي يُستأنف فيه القتال. لقد تعبت العائلات اليمنية من القتال".
تحركات دولية لتمديد الهدنة
في السياق، أعلنت السفارة الأميركية بالرياض اليوم الثلاثاء، أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود بحثا هاتفيًا جهود المملكة لتعزيز الهدنة في اليمن وتمديدها.
سبق ذلك، دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأسبوع الماضي، إلى طرفي النزاع لتمديد الهدنة قبل الوصول إلى موعد نهايتها، وأكد أن "الهدنة قدمت نافذة لكسر دوامة العنف ومعاناة الماضي للانطلاق نحو مستقبل سلمي في اليمن. ويتعين على الأطراف اغتنام هذه الفرصة".
في خضم كل ذلك، انتهت يوم الأحد الفائت الجولة الأولية من المناقشات في عمّان بين الحكومة والحوثيين، حول خيارات فتح طرق رئيسة في تعز والمحافظات الأخرى وفقًا لاتفاقية الهدنة.
وفسّر الأكاديمي والباحث السياسي عبد الباقي شمسان، الدعوات الدولية لتمديد الهدنة بوجود ضغط دولي لإيجاد "واقع جديد" في اليمن، ولا سيما أنهم يريدون تشكيل مجلس يمثّل فيه الحوثيون.
واعتبر شمسان في حديث إلى "العربي" من أوترخت، أنه حتى لو فتحت جماعة الحوثي الممرات في تعز، فإنها ستتحكم بها وستصبح القوة المهيمنة بدعم دولي، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي يرغب في بقاء الحوثيين.
يذكر أنه منذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربًا مستمرة أحد طرفيها هو القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية تقاتل مسلحي جماعة الحوثي المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء.