السبت 21 Sep / September 2024

أفغانستان.. بريطانيا تعلن عن "تحول في السياسة" وتحذيرات للصين من طالبان

أفغانستان.. بريطانيا تعلن عن "تحول في السياسة" وتحذيرات للصين من طالبان

شارك القصة

تشتعل جبهات القتال بين الجيش الأفغاني وحركة طالبان من جديد (غيتي)
تشتعل جبهات القتال بين الجيش الأفغاني وحركة طالبان من جديد (غيتي)
أصبح بإمكان الأفغان الذين تعاملوا مع الصحافيين البريطانيين والذين يواجهون خطرًا على حياتهم بسبب تقدم طالبان، أن يطلبوا الانتقال للإقامة في المملكة المتحدة.

وافق وزير الخارجية البريطاني على النظر في السماح للصحافيين الأفغان الذين عملوا مع البريطانيين بالفرار إلى المملكة المتحدة في حال ثبت أن حياتهم معرضة للخطر بسبب عودة طالبان، وذلك عقب احتجاج ائتلاف من الصحف والصحافيين البريطانيين لحثّ السلطات على هذه الخطوة.

تزامنًا مع ذلك، حذّر السفير الأفغاني لدى الصين من التصديق بأن حركة طالبان ستفي بوعودها للصين بألا تؤوي إسلاميين متشددين يطالبون بانفصال منطقة شينجيانغ الصينية.

بريطانيا "ملاذ آمن" للصحافيين الأفغان

ووفق وسائل الإعلام البريطانية، أصبح بإمكان الأفغان الذين تعاملوا مع الصحافيين البريطانيين والذين يواجهون خطرًا على حياتهم بسبب تقدم حركة طالبان، أن يطلبوا الانتقال للإقامة في المملكة المتحدة.

فقد أشار وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إلى "تحول في السياسة" اليوم الجمعة، قائلًا إنه يدرك شجاعة الصحافيين الأفغان، ولذلك سيتم توسيع المخطط الذي تم وضعه لتوفير ملاذ آمن للأفغان الذين عملوا مع البريطانيين ليشمل أولئك الذين عملوا صحافيين.

وتأتي هذه المتغيرات الجديدة بعد حملة قامت بها وسائل إعلام بريطانية، حيث قررت لندن توسيع برنامجها لنقل المترجمين والموظفين الأفغان الذين تعاونوا مع جيشها لتشمل أولئك الذين تعاملوا مع وسائل الإعلام.

وصدر هذا القرار غداة نشر رسالة بهذا الصدد تحمل توقيع جميع الصحف البريطانية الكبرى وشبكات تلفزيونية مثل "سكاي نيوز" و"آي تي إن"، شددت على وجوب حماية هؤلاء الأفغان.

ورد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عبر صحيفة "تايمز" بالقول: "إننا نقر بشجاعة الصحافيين الأفغان والذين تعاونوا بلا كلل لدعمهم في دفاعهم عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان".

وتابع: "إن الصحافة الأفغانية الحيوية هي من أكبر إنجازات أفغانستان خلال السنوات الـ19 الأخيرة، ويجب الاحتفاء بها وحمايتها".

وحذرت رسالة الصحافيين البريطانيين من أن القتال يتفاقم في أفغانستان، ومع فقدان القوات الحكومية السيطرة على أكثر من نصف البلاد، هناك "مخاوف حقيقية للغاية من انتقام طالبان الوحشي ضد أولئك الذين عملوا في المؤسسات الإعلامية البريطانية بمجرد انسحاب الوحدات البريطانية وحلف شمال الأطلسي" بحسب ما نقلت "الغارديان".

وتعدّ أفغانستان منذ زمن طويل من أخطر دول العالم للصحافيين. وهي مصنفة في المرتبة 122 من أصل 180 من تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود الأخير لحرية الصحافة الصادر في مايو/ أيار.

وفي يوليو/ تموز، قتل المصور الهندي في وكالة "رويترز" دانيش صديقي أثناء تغطيته معارك بين قوات الأمن الأفغانية ومقاتلي طالبان قرب معبر سبين بولداك.

وفي مايو، قُتل الصحافي الأفغاني المعروف نعمت روان بعدما حذرت طالبان وسائل الإعلام من "تغطية منحازة" للأحداث. 

ونفت الحركة التي يتم عادة تحميلها مسؤولية الاغتيالات التي تطال الصحافيين، أي علاقة لها بمقتله.

السفير الأفغاني لدى الصين: إياكم وتصديق وعود طالبان

من جهة أخرى، صرّح السفير الأفغاني لدى الصين بأنه لا يمكن تصديق أن حركة طالبان ستفي بوعودها للصين بألا تؤوي إسلاميين متشدّدين يطالبون بانفصال منطقة شينجيانغ الصينية.

وجاءت تصريحات السفير الأفغاني لوكالة "رويترز"، بعد أسبوع من استضافة الصين لمسؤولين من طالبان.

وأثار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وتصاعد القتال مع سيطرة طالبان على المزيد من الأراضي؛ مخاوف لدى الصين التي تخشى من أن يعرقل تفاقم الاضطرابات في المنطقة خطة "الحزام والطريق" الصينية، التي تهدف إلى بناء روابط من البنية التحتية والطاقة بالغرب، كما تخشى تشجيع الانفصاليين على زعزعة استقرار منطقة شينجيانغ في أقصى غرب البلاد.

واستضاف وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأسبوع الماضي وفدًا من طالبان في مدينة تيانجين الشمالية، بعد أيام من اجتماع مع نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان في نفس المكان.

وتعهدت طالبان بعدم التدخل في شؤون الصين الداخلية أو السماح لقوات مناهضة لبكين باسخدام الأراضي الأفغانية.

لكن السفير الأفغاني لدى الصين جاويد أحمد قايم لم يأخذ وعود طالبان على محمل الجد.

وقال: "لا أعتقد أن الصين نفسها تصدق هذا". وأضاف أن طالبان "لا تقول هذا إلا للحصول على دعم إقليمي".

وبدلًا من دعم طرف أفغاني على حساب الآخر مثلما فعلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في الماضي، تتبع الصين نهجًا يتماشى مع مبدئها الخاص بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وقال قايم في المقابلة التي أجريت معه أمس الخميس في السفارة: "موقف الصينيين يتمثل في أنهم يريدون الوساطة". وأضاف أن الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة رحبت بمشاركة الصين وتتفهم سبب تمسك بكين بالحلول الوسط.

وقالت الأمم المتحدة في تقرير الشهر الماضي إن حركة شرق تركستان الإسلامية، وهي جماعة متشددة تابعة لتنظيم القاعدة -وتقول الصين إنها تريد إقامة دولة مستقلة في شينجيانغ- تنشط في مناطق بأفغانستان من بينها إقليم بدخشان على الحدود مع الصين.

واستخف قايم بافتراض أن طالبان يمكن أن تنقلب على رفاقها المتشددين في شينجيانغ.

وقال: "إنه الفكر نفسه. كيف يمكنك توقع أن يقاتل شخص ما أناسًا يحملون نفس أفكاره؟".

تابع القراءة
تغطية خاصة
Close