يعتبر العنف ضد النساء انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان، إذ إنه يعكس ظاهرة عالمية لا تقتصر على أي منطقة جغرافية أو عرق أو مجتمع أو ثقافة أو فئة عمرية أو حالة اجتماعية اقتصادية معينة.
ففي العالم العربي، تعرضت 37% من النساء العربيات لشكل من أشكال العنف في حياتهن، بحسب تقارير للأمم المتحدة، في ظل وجود مؤشرات على أن النسبة قد تكون أعلى.
ومؤخرًا، صُدم المجتمع المصري بمقتل نيرة أشرف (21 عامًا) أمام حشد من المتفرجين المذعورين قبالة جامعة المنصورة، وعلى مرأى ومسمع من كاميرات الأمن، على يد زميلها الذي تم القبض عليه، بعد أن رفضت عروضًا بالزواج منه أو التواصل معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن مصر إلى الأردن مع مقتل فتاة في صرح الجامعة التطبيقية بطلقات نارية قبل القبض على الفاعل، أما في لبنان فكان مصير ضياء ابنة الـ14 ربيعًا الانتحار هربًا من ضغوط عائلية مورست عليها لإرغامها على الزواج.
وفيما كانت الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع في 19 يونيو/ حزيران الجاري، كان عدّاد الجرائم ضد النساء يتحرك صعودًا في بعض الدول العربية.
في غضون ذلك، استعملت الأمم المتحدة شعارًا عامًا "هذا ليس طبيعيًا" This is not normal استجابة للتقارير المتزايدة من قبل النساء والفتيات التي تفيد بأن العنف ضدهن أصبح منتشرًا للغاية، ولا يخضع للرقابة، بحيث أصبح أمرًا طبيعيًا في بعض المجتمعات.
مشهد "وحشي"
وتعليقًا على جريمة جامعة المنصورة في مصر، تصف الإعلامية والناشطة الحقوقية ناهد أبو طعيمة المشهد بـ"الوحشي"، معتبرة أنه يكرس العنف في المجتمعات العربية.
وتضيف في حديث إلى "العربي" من رام الله، أن هذه الجرائم تشير إلى أن المجتمعات العربية متساهلة ومتسامحة مع قتل النساء، لافتة إلى أن المشكلة في مجتمعاتنا هي عدم السماح للنساء بحرية الاختيار، ومشددة على ضرورة إعطائهن الحق في اختيار من سيكون شريك حياتهن المستقبلي.
وتعتبر أبو طعمية أن الخطاب الديني المتطرف ومبررات القتل من قبل بعض الأئمة يعد جزءًا مشاركًا في الجرائم ويؤسس لمسألة العنف ضد النساء، حسب تعبيرها.
وتنبّه إلى أن العنف سيصبح ظاهرة اجتماعية إذا لم تتصد له المجتمعات بشكل جدي على المستويات كافة، من خلال محاسبة من يحرض على العنف ضد النساء، والتخلص من نظام العشائر، مشددة على ضرورة أن تتحرك المنظمات النسوية للحد من هذه الظاهرة.