تظاهر مئات الصينيين اليوم الأحد احتجاجًا على فساد مزعوم لمسؤولين محليين في مدينة تشنغتشو بوسط الصين، في تحرك نادر في هذه الدولة التي يخضع سكانها لرقابة مشددة.
ودفع التباطؤ الاقتصادي في الصين أربعة مصارف في مقاطعة هينان إلى تجميد عمليات السحب النقدي منذ منتصف أبريل/ نيسان، ما أثار تظاهرات متفرقة بعد أن وجد آلاف من صغار المودعين أنفسهم من دون أموال.
"ضُربوا وجُرحوا"
وشهد الأحد بعض أكبر الاحتجاجات حتى الآن، إذ تجمع المئات أمام فرع مصرف الشعب الصيني في تشنغتشو عاصمة هينان، وفقًا لشهود رفضوا كشف هويتهم.
Protests hit China, against corruption and violence in Henan Government. pic.twitter.com/NhC6qEQFMs
— Yasiru (@YRanaraja) July 10, 2022
وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لافتات تندد بـ "فساد سلطات هينان وعنفها".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أحد المشاركين، قوله إن المتظاهرين "ضُربوا وجُرحوا وكانوا ينزفون من رؤوسهم. وتعرّض معوقون أيضًا لضرب مبرح"، مقدرًا عدد المتظاهرين بـ "عدة آلاف".
ولم تعلق السلطات المحلية في هينان على الاحتجاجات بشكل فوري.
"تواطؤ مع المصارف"
ويتهم بعض المتظاهرين المسؤولين بالتواطؤ مع المصارف المحلية لقمع الاحتجاجات واستغلال إجراءات كوفيد لمنع خروج تظاهرات جديدة، بعد أن تم تحويل تصاريح المرور الصحية الخاصة بكوفيد إلى اللون الأحمر لمنع المواطنين من دخول الأماكن العامة.
وأصبحت تصاريح المرور الصحية جزءًا من الحياة في كل مكان في الصين بموجب إستراتيجية بكين "صفر كوفيد"، وهي مطلوبة لدخول غالبية المباني ومراكز التسوق والأماكن العامة وأيضًا استخدام وسائل النقل العام.
وفي حين يقبل كثير من الصينيين باستخدام التكنولوجيا لأغراض الصحة العامة، إلا أن بعضهم يعربون عن خشيتهم من استخدامها أيضًا للمراقبة.
وتعد التظاهرات أمرًا نادرًا نسبيًا في الصين، التي يشكل الاستقرار الاجتماعي فيها هاجسًا للدولة، بحيث يتم قمع أي معارضة بسرعة. لكن المواطنين اليائسين يخرجون أحيانًا إلى الشوارع، على الرغم من أن ذلك يعرضهم لخطر الاعتقال والمحاكمة.