الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

جرائم "الإسلاموفوبيا" بألمانيا في تزايد.. من يتحمل المسؤولية؟

جرائم "الإسلاموفوبيا" بألمانيا في تزايد.. من يتحمل المسؤولية؟

شارك القصة

فقرة من "صباح جديد" تناقش أسباب تزايد جرائم الإسلاموفوبيا في ألمانيا (الصورة: وسائل التواصل)
أعلنت الحكومة الألمانية منذ نحو شهر أنه تم تسجيل نحو 83 جريمة إسلاموفوبيا "رهاب الإسلام"، في البلاد في الربع الأول من عام 2022.

يتعرض بعض المسلمين في الدول الأوروبية لاعتداءات وشتائم ونظرات مريبة، حيث زادت جرائم الكراهية ضد المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وتم رسم قوالب نمطية ضارة بصورتهم على نطاق واسع وبشكل سلبي منتشر جدًا في العالم.

فقد تعرضت سيدة محجبة منذ أيام للاعتداء على يد شخص عنصري في العاصمة الألمانية برلين، حيث مزق العنصري الذي يبلغ من العمر 37 عامًا، حجابها، واعتدى عليها بالضرب أثناء تناولها الطعام في مطعم يقع بمنطقة فايسنسي. وفتحت السلطات الأمنية تحقيقًا واسع النطاق في الحادثة.

وفي برلين أيضًا، أقدم رجل على توجيه إهانة عنصرية من نافذة منزله لسيدتين محجبتين، فتم إبلاغ الشرطة التي توجهت إلى منطقة الحادث وأوقفت المعتدي قبل إطلاق سراحه بعد التثبت من هويته.

وتعتبر حوادث التعرض للمسلمين في ألمانيا قديمة جديدة، حيث تتكرر بين الحين والآخر، وقد سبق أن أعلنت الحكومة الألمانية منذ نحو شهر أنه تم تسجيل نحو 83 جريمة إسلاموفوبيا "رهاب الإسلام"، في البلاد في الربع الأول من عام 2022.

وعلى صعيد متصل، أوضح تقرير أعدته مبادرة "برانديليج" (Brandeilig) التابعة لجمعية مناهضة التمييز "فير" (FAIR) أنه تم تسجيل 768 هجومًا على مساجد في ألمانيا بين يناير/ كانون الثاني 2014، ويونيو/ حزيران 2021.

من يتحمل مسؤولية الاعتداءات؟

وفي هذا الإطار، يعتقد الأستاذ المحاضر المختص في اللغات السامية والحضارة الشرقية في جامعة برلين الحرة يوسف كورية أن ظاهرة الإسلاموفوبيا ستستمر في التزايد، "طالما أنه لا توجد هناك طريقة للتعامل معها بشكل صحيح واجتماعي وثقافي وسياسي"، مشيرًا إلى أن مسؤولية هذا الأمر تقع على عاتق طرفين، الحكومة والمجتمع الألماني من جهة، والمجتمع العربي الذي يسير في بعض الأحيان في مجتمع موازٍ في ألمانيا.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من برلين، أن السبب الأساسي وراء هذه الاعتداءات من الناحية الألمانية هو فقدان الشفافية بين سياسة البلاد والمجتمع الألماني، مبينًا أن هناك هوة واضحة بين القرارات السياسية والحراك المجتمعي في ألمانيا، ما يضع المجتمع أمام عقبة أساسية لتفهم وقبول الآخر.

ويردف أن الهوية التي يبحث عنها المجتمع العربي (الشرقي) الإسلامي في المجتمع الألماني، تؤطره ضمن أطر ظاهرية وثقافية غير واضحة المعالم في كثير من الأحيان.

ويشير كورية إلى أن التجمعات العربية والشرقية في برلين أصبحت أشبه بـ"كانتونات"، حيث أصبح هناك تطور إسلامي ألماني موازٍ للمجتمع العربي، وهذا لا يشمل العرب وكل المسلمين والشرقيين.

ويتابع كورية أن المجتمع الألماني بشكل عام (ما لا يقل عن 80%) متفهم لطريقة العيش مع الآخر، مشيرًا إلى أن المستشار الألماني سبق أن قال إن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا، لكن المؤسسات الإسلامية قصرت في فهم هذا التعبير ولجأت إلى تعميمه إعلاميًا وليس على شكل ثقافي أو اندماجي.

ويوضح أن المواطن الألماني لا يفرق بين الشرقي إن كان مسلمًا وغير ذلك، فالشرقي بالنسبة له بصورة عامة هو مسلم، لافتًا إلى أن هذا الأمر يضع أيضًا مجموعات أخرى كالمسيحيين واليهود وغيرهم من الشعوب ضمن هذه المسألة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close