لم يتمخّض عن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بيت لحم إعلان شراكة ولا التزامات بأمن الفلسطينيين ولا تعهد بإقامة دولة فلسطينية.
فالمدينة زارها الرئيس الأميركي جو بايدن في إطار جولته الشرق أوسطية، بعد تل أبيب وقبل أن يطير إلى الرياض.
وهناك حل ضيفًا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كان مطلبه واضحًا وهو "أهمية إعادة تثبيت الأسس التي قامت عليها عملية السلام المستندة لقرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين على حدود عام 1967".
إلا أن حل الدولتين الذي لطالما تغنّى به سيد البيت الأبيض يراه اليوم بعيد المنال. وقال بايدن: "أعلم أن هدف حل الدولتين يبدو بعيدًا بسبب القيود المفروضة على التحرك والسفر والخوف اليومي بشأن سلامة أطفالكم. الشعب الفلسطيني يعاني الآن".
جل ما تعهد تقديمه بايدن هو وعود ومساعدات مالية، وذلك نهج مغاير لما جرت عليه المقادير في القدس، حيث وقّع على إعلان شراكة إستراتيجية مع إسرائيل تتعهد بموجبه الولايات المتحدة بضمان أمن إسرائيل وتفوقها العسكري.
"لا يقدم حلولًا بل وعودًا وشعارات"
بدورهم، يرى الفلسطينيون أن البيت الأبيض لا يقدم حلولًا بل وعودًا وشعارات؛ وقد اعترضوا على زيارة بايدن وذكّروه بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يفاجأوا بالموقف الأميركي، فحل الدولتين وُضع على الرف منذ سنوات، ولم يحاول تحريك مياهه الراكدة سوى الرئيس الأسبق باراك أوباما، وباءت مساعيه بالفشل.
استنكار وموجة غضب واسعة إثر زيارة #بايدن إلى بيت لحم pic.twitter.com/wXWdUGo3YN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 16, 2022
وألقى باللائمة أوباما حينها على مسؤولين إسرائيليين، قال إنهم لا يشاركون الرأي بأن حل الدولتين حيوي.
والموقف الإسرائيلي بات اليوم أكثر تشددًا، حيث قرر الكنيست أنها "دولة يهودية" ووافقه الرأي بايدن.
وبينما قطّع الاستيطان، الذي تغض الإدارة الأميركية الطرف عنه، أوصال الدولة الفلسطينية المنتظرة، أغلقت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب أبواب القنصلية الأميركية في عاصمتها القدس، ولم يعِد بايدن فتحها.
"صعوبة الحل في تل أبيب وواشنطن"
وفي هذا الإطار، يؤكد مدير المركز العربي في واشنطن خليل جهشان، أن الفلسطينيين يعرفون حقيقة الموقف الأميركي.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، إن بايدن يلوم طرفًا مجهولًا، وكأن هناك طرف يعيش في المريخ هو المسؤول عن صعوبة إيجاد حل سلمي وسياسي للقضية الفلسطينية، ولا يعترف بأنه هو على الأقل نصف المشكلة.
ويشدد على أن صعوبة الحل تكمن في تل أبيب وواشنطن وليس في رام الله، لافتًا إلى أن الطرف الفلسطيني هو الذي يطالب دومًا، وطوال الفترة التي توقفت فيها المفاوضات، بالعودة إلى إيجاد سقف عملي سياسي لهذه القضية والخوض في مفاوضات جدية لإيجاد حل عادل ودائم.