كأنّ الحرب لم تكن كافية بما خلّفته من أزماتٍ ومآسٍ إنسانية في اليمن على مدى سبع سنوات، جاء العام 2020 ليشهد إضافة بؤس جديد ومخاوف من انتشار فيروس كورونا في اليمن كما في العالم أجمع.
وكما ترك الفيروس آثاره الثقيلة والمؤلمة على العالم كلّه، كانت وطأته شديدة وثقيلة على اليمن الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات، ويئنّ شعبه تحت وطأة الصراع وتداعياته من فقر ومرض وضيق أمل.
وإذا كانت الأطقم الطبية "الجيش الأبيض" الذي وقف على الخطوط الأمامية في الحرب ضد كورونا، فإنّ ضعف الإمكانات وبؤس الواقع كانا عاملين زادا من صعوبة المهمة سواء على المرضى أم على الكوادر الطبية في بلد كان يوصف باليمن السعيد.
نقص في الكوادر الطبية
تقول نقابة الأطباء اليمنيين: إنّ وفاة أكثر من مئة طبيب وعامل صحي جراء كورونا شكّلت خسارة لبلد يعاني من نقص في الكوادر الطبية لا سيَّما في سنوات الحرب.
ولا يتوافر في اليمن سوى عدد قليل من الأطباء مقارنة بعدد السكان؛ إذ تشير إحصاءات الأمم المتحدة، إلى أنّ هناك ثلاثة أطباء لكل عشرة آلاف شخص، في حين دفعت الحرب مئات الأطباء إلى الهجرة.
وكان للحرب أيضًا دور كبير في التأثير على مستوى الإمكانيات والأجهزة والأدوات وتوافرها في المستشفيات، كما أنّها أسهمت في انتشار العديد من الأوبئة، من الكوليرا في البداية وصولًا إلى وباء كورونا.
السلطات تتكتّم
على خطّ تفشّي وباء كورونا في اليمن، تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنّ عدد الإصابات، حتى نهاية العام 2020، اقتصر على نحو ألفي إصابة فقط.
لكنّ مصادر طبية تجزم أنّ الأعداد أكبر، فيما تتكتّم السلطات عليها خوفًا من إثارة الذعر بين المواطنين، أو على أقلّ تقدير بسبب عدم توافر البنية المعلوماتية التي تمكّنها من الإحصاء الدقيق.
ومع قدوم عامٍ جديد يأمل اليمنيون في التخلص من فيروس حصد أرواح المئات، ووضع نهاية لحرب قتلت الآلاف وهجّرت الملايين؛ ليعود اليمن سعيدًا أفضل ممّا كان، في وقتٍ يبقى الأساس أنّ الحرب أشدّ وطأة من كلّ الأوبئة.